يستعد جيش الاحتلال الإسرائيلي لتنفيذ عملية عسكرية برية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، فيما يعتزم الجيش والأجهزة الأمنية صياغة خطة لإخلاء السكان من المدنية، بحسب إعلام عبري.
وادعت هيئة البث الإسرائيلية، أنه « بناء على طلب مصر والولايات المتحدة، ستبدأ العملية البرية في رفح بعد الانتهاء من عملية إخلاء واسعة النطاق للمدنيين من رفح وضواحيها، وبعد توصل تل أبيب والقاهرة إلى اتفاق بشأن نشاط الجيش الإسرائيلي ضد الأنفاق على طول الطريق في محور فيلادلفيا (بين غزة ومصر) ».
وبحسب هيئة البث، « أبلغت إسرائيل عددا من دول المنطقة والولايات المتحدة أنها تستعد لنشاط عسكري في منطقة رفح ».
وقالت « نظرا لمطالب مصر والولايات المتحدة، فإن العملية البرية في رفح لن تبدأ إلا بعد استيفاء شرطين: الأول إخلاء واسع النطاق للمواطنين من رفح ومحيطها، والثاني؛ اتفاق بين إسرائيل ومصر بشأن نشاط جيش الدفاع الإسرائيلي ضد الأنفاق في محور فيلادلفيا ».
وأشارت الهيئة، إلى أنّ « الجيش والأجهزة الأمنية يعتزمان صياغة خطة لإخلاء السكان من رفح، حيث يدرسان تطبيق أحد الخيارين؛ إما إخلاء المواطنين إلى خان يونس شمال رفح، أو السماح بعودة عشرات آلاف النازحين إلى رفح لمنازلهم في شمال القطاع ».
وعلى الصعيد ذاته، قالت قناة (12) العبرية (خاصة) إنّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، « أبلغ وزير خارجية الولايات المتحدة أنتوني بلينكن، خلال اجتماعهما، الخميس، (في إسرائيل) أن العملية في رفح قد تبدأ خلال أسبوعين على أبعد تقدير ».
بدورها، ذكرت صحيفة « يديعوت أحرنوت » العبرية (خاصة) أنّ الجيش « صادق بالفعل على العملية البرية في منطقة رفح ».
وبحسب الصحيفة، « صادق الجيش الإسرائيلي بالفعل على الخطة المعدة للمناورة البرية في رفح، والتي تتضمن أيضًا إخلاء المدنيين من هناك ».
وفي وقت سابق الجمعة، طلب نتنياهو، من الجيش إعداد « خطة لعملية عسكرية واسعة » في رفح، تشمل إجلاء المدنيين وملاحقة عناصر حركة « حماس »، وفق تصريح مكتوب لمكتبه.
وبحسب البيان « يخطط مجلس الوزراء لإخلاء سكان رفح وتفكيك كتائب حماس في المنطقة ».
وقال المكتب: « من المستحيل تحقيق هدف الحرب المتمثل في القضاء على حماس مع بقاء أربع كتائب تابعة لها في رفح، ومن ناحية أخرى من الواضح أن عملية قوية في رفح تتطلب إجلاء السكان المدنيين من مناطق القتال ».
ولم يحدد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي السقف الزمني لوضع هذه الخطة أو موعد إطلاق العملية العسكرية التي وصفها « بالمكثفة » في رفح.
وتشير تقديرات دولية إلى وجود ما بين 1.2 -1.4 مليون فلسطيني في رفح بعد أن أجبر الجيش الإسرائيلي مئات آلاف الفلسطينيين شمالي قطاع غزة على النزوح إلى الجنوب.
والخميس، قال منسق الاتصالات الاستراتيجية لمجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي، إن « أي عملية عسكرية كبيرة في رفح في هذا الوقت، وفي ظل هذه الظروف، ومع وجود أكثر من مليون، وربما أكثر من مليون ونصف مليون، فلسطيني يلتمسون اللجوء ويبحثون عن مأوى في رفح دون الأخذ في الحسبان واجب سلامتهم، ستكون كارثة، ولن نؤيدها ».
ومنذ بداية العملية البرية التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة في 27 أكتوبر الماضي، وهي تطلب من السكان التوجه من شمال ووسط القطاع إلى الجنوب بادعاء أنها مناطق آمنة لكنها لم تسلم من قصف المنازل والسيارات.
وحتى، الجمعة، وصلت العملية البرية إلى خانيونس ولم تمتد إلى رفح وإن كان الجيش الإسرائيلي نفذ غارات جوية وقصفا مدفعيا واسعا على مواقع في رفح منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر الماضي.