خرج مئات الشباب اليوم السبت 30 جانفي بولاية الأغواط جنوبي البلاد، في وقفة احتجاجية سلمية أطلقوا عليها تسمية « الكرامة »، وفق صور مُتداولة على منصات التواصل الاجتماعي.
وندّد المحتجون الذين وقفوا في ساحة المقاومة وسط المدنية، بوضعهم الاجتماعي المتدهور كما طالبوا بالشفافية في التوظيف وتوزيع السكنات وحقهم الكامل في التنمية.
إلى ذلك، هتف المواطنون بشعارات تدعو لرحيل الوالي، الذي تقاعس –حسبهم- في أداء مهامه، ولم يكن عند حسن تطلعات الساكنة وانشغالاتهم، كما رفعت لافتات تساند مطالب الحراك في تغيير الأوضاع.
وأظهرت الصور المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، حجم التعبئة الشعبية في ولاية الأغواط، والتي تأتي بعد الوقفة الاحتجاجية التي نظمها سكان ورقلة قبل أسابيع، حيث تجمع المئات من الشباب العاطل عن العمل من خريجي معاهد المحروقات، في ورقلة، عاصمة النفط جنوبي البلاد، للمطالبة بالتوظيف والتنديد بطريقة تسيير ملف التشغيل في ولايتهم وعدم تطبيق مبدأ أولوية التوظيف لأبناء المنطقة في شركات النفط.
ورفع المحتجون حينها عدة شعارات أبرزها «أين حقنا» و « بركات من الحقرة بركات»، وكذا «خريجي المحروقات، يبيعون الخصروات»، دون أن تجد هذه الهتافات الغاضبة ردا من قبل الحكومة.
ومنذ أسابيع تعيش الجبهة الاجتماعية على وقع الاحتجاجات، بعد عام من الركود الناجم عن تفشي فيروس كورونا (كوفيد 19) الذي فرض منطقه على البشرية بعزلها عن العالم.
وتشمل المطالب المرفوعة في الشق الاجتماعي، تحسين الوضع المعيشي وتوفير مناصب شغل، وتسوية الملفات العالقة المرتبطة بشبكة الأجور أو معاشات التقاعد.
هذه التوترات الاجتماعية، تزامنت مع ارتفاع في أسعار المواد الأساسية والسلع بنسبة فاقت الـ 30 بالمائة، وفق رئيس جمعية حماية المستهلك مصطفى زبدي، كما تعرف العملة الوطنية (الدينار) تهاوي في قيمتها إلى مستويات متدنية قياسية، أمام تراجع أسعار النفط وانكماش اقتصادي رهيب.
وإضافة إلى المطالب الاجتماعية التي عادت إلى الواجهة، لم تختف المطالب السياسية في الجهة المقابلة، إذ سجلت أمس الجمعة ولاية بجاية شرق الجزائر، مسيرة سليمة للمطالبة بوقف التضيقات والإفراج عن الشباب المعتقلين وكذا الناشط السياسي رشيد نكاز، الذي تم نقله من سجن القليعة إلى أفلو بالأغواط.
وكانت مبادرة « نداء 22″، التي تضُّم عدة شخصيات ونشطاء سياسيين وحقوقيين توقعت العودة الحتمية القريبة والقوية للمسيرات السلمية، لإرغام ما النظام القائم على فتح باب الحوار السياسي وارغامه على وقف التعنت وسياسة الهروب إلى الأمام، وفق بيان صادر عنها قبل أيام.
وقبل أيام انتشرت دعوات على منصات التواصل الاجتماعي، تدعو إلى استئناف الحراك بالتزامن مع الذكرى الثانية التي تتصادف مع 22 فبراير تحت شعار « خارجن مش خايفين ».
وبينما لا يزال الرئيس عبد المجيد تبون في رحلة علاجية بألمانيا، تبدو لجنة التحضير لقانون الانتخابات وكذا السلطة الوطنية لتنظيمها منشغلة بالتحضير للاستحقاقات البرلمانية والمحلية المقبلة، عقب توزيع مسودة المشروع على الأحزاب السياسية.