بَعد دَعم البترول لعُهدات بُوتفليقة، هل سيكون الغَاز فاتحة لعُهدات تَبون - Radio M

Radio M

بَعد دَعم البترول لعُهدات بُوتفليقة، هل سيكون الغَاز فاتحة لعُهدات تَبون

Saïd Boudour | 26/08/22 20:08

بَعد دَعم البترول لعُهدات بُوتفليقة، هل سيكون الغَاز فاتحة لعُهدات تَبون

سَلطت تقارير إعلامية فرنسية عدة، الضوء على توجه أنظار العديد من الدول الأوروبية إلى قلب الصحراء الجزائرية، حيث يتواجد أحد أكبر احتياطات الغاز الخام بالعالم والمقدر بحوالي 2400 مليار متر مكعب و تنتج منه أكثر 100 مليار متر مكعب سنويا تصدر نصف الانتاج إلى إيطاليا وإسبانيا عبر أنابيب شيدت منذ عقود.

كما تصدر الغاز المسال عبر البواخر إلى تركيا وأيضا إلى فرنسا، التي استوردت منها 3.6 مليارات متر مكعب في 2019. وفي ظل الحرب على أوكرانيا والتوتر الشديد مع روسيا والعقوبات المفروضة عليها، تهافت رؤساء دول أوروبية مؤخرا على الجزائر للحصول على مزيد من الغاز مثلما فعلت إيطاليا.

 وقال محللون, أن الجزائر قادرة على مضاعفة الإنتاج لكنها تحتاج لتطوير البنية التحتية بتكلفة مرتفعة جدا وهنا يمكن لفرنسا المساهمة من خلال الاستثمار، كما تفعله حاليا شركة توتال اِنيرجي مع سوناطراك. و لكم مهمة غير سهلة، يقودها الرئيس إيمانويل ماكرون الذي حل الخميس بالجزائر لإحياء العلاقات وطي صفحة القطيعة.

وقال أمس، محِّلل قناة فرانس 24، الخبيرة انطوان صفير، أن « زيارة ماكرون للجزائر في هذا الظرف، تعطي تطبيعا واعتراف لدعم الرئيس الحالي عبدالمجيد تبون كرئيس دولة قادر على ذلك ». 

فيما حيَّا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ، اليوم الجمعة ، الجزائر في دعم أوروبا عن طريق ايطاليا بإمدادات الغاز، ورفع قدرات نقل الانبوب ترونسمد بنسبة 50 فالمئة.

وفي 19 جويلية وقعت شركة سوناطراك، عقدا مع إيني الإيطالية وتوتال الفرنسية وأوكسيدنتال الأمريكية، لتطوير حقل نفطي جنوبي البلاد باستثمار 4 مليارات دولار يسمح باسترجاع 1 مليار برميل مكافئ نفط.

وحسب بيان سونطراك، يتعلق الأمر بحقل بركين على بعد 300 كيلومتر جنوب شرقي حاسي مسعود (أكبر مدينة نفطية في الجزائر).

ولفت البيان إلى أن العقد جرى توقيعه بصيغة تقاسم الإنتاج وفق قانون المحروقات الجديد لسنة 2019.

ويتضمن المشروع، إجراء الدراسات الزلزالية ثلاثية الأبعاد، وحفر 100 بئر نفطية، وتحويل 46 بئرا أخرى للاعتماد على تقنية الضخ المتناوب للماء والغاز لتحسين استرجاع المحروقات.

وتبلغ الكلفة الاستثمارية المشروع 4 مليارات دولار، ستسمح باسترجاع إضافي للمحروقات يتجاوز 1 مليار برميل نفط مكافئ.

وختم بيان سوناطراك، بالإشارة إلى أن العقد يعكس رغبة جميع الأطراف لتعزيز الشراكة المتعلقة بحقل بركين ومواصلة تطوير مجال تعاونها من خلال البحث عن فرص شراكة جديدة.

وفي تصريح للصحافة عقب التوقيع، صرح الرئيس التنفيذي لشركة سوناطراك توفيق حكار، أن الجزائر ترتبط مع إيطاليا بعقد لنقل 30 مليار متر مكعب من الغاز سنويا.

وأضاف حكار: « إيطاليا مؤهلة لأن تكون بوابة أمام الجزائر لأسواق شرق أوروبا ».

وتوقع المسؤول الجزائري أن تقوم سوناطراك بتوقيع عقدين إلى 3 عقود قبل نهاية 2022.

وقال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، خلال زيارة رئيس مجلس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي، إن بلاده ستضخ كميات غاز إضافية إلى إيطاليا بموجب عقد تطوير جديد تبلغ قيمته 4 مليارات دولار بالشراكة مع إيني وتوتال وأوكسيدنتال.

وقبل أشهر أعلنت سوناطراك أنها ستضخ نحو 9 مليارات متر مكعب إضافية من الغاز إلى إيطاليا التي تسعى للتحرر من التبعية للغاز الروسي، منها 4 مليارات سيبدأ توريدها إلى البلد الأوروبي هذا الأسبوع.

وسبق أن ساهم إرتفاع أسعار البترول، بعد غزو العراق سنة 2003 دورا هاما في سيطرة الرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة على مقاليد الحكم في البلاد ، مكنته من شراء السلم الاجتماعي و اعلان تعديل الدستور سنة 2008 وفتح باب البقاء في الحكم دون تحديد للعهدات الرئاسية.

سعيد بودور