تدريس الانجليزية في الابتدائي: مخاوف الأسرة التربوية من تكرار التجارب الفاشلة - Radio M

Radio M

تدريس الانجليزية في الابتدائي: مخاوف الأسرة التربوية من تكرار التجارب الفاشلة

Radio M | 21/06/22 19:06

تدريس الانجليزية في الابتدائي: مخاوف الأسرة التربوية من تكرار التجارب الفاشلة

عبر ممثلو نقابات التربية الذين تحدثت إليهم « راديو أم » بخصوص ملف إدراج اللغة الانجليزية في الابتدائي، عن مخاوفهم من تكرار التجارب الفاشلة في المدرسة الجزائرية.

مسعود بوديبة: الناطق بإسم المجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني

إدراج الانجليزية فى التعليم الابتدائي لا يمكن تجزئته عن باقي الاصلاحات التي تنتظرها المدرسة الجزائرية.

قبل الكلام على إدراج الانجليزية في التعليم الابتدائي يجب أن نفصل في المنظومة التعليمية التي نريدها في هذه المرحلة من التعليم التي أصبحت تشكل هاجس لأبنائنا التلاميذ وللاولياء و الأساتذة في نفس الوقت

المشاكل والاشكالات المطروحة تحتاج إلى دراسة معمقة، بدأ تشخيص هذه المشاكل وتقييم الوضع الحالي للمدرسة الجزائرية، ثم تقويم هذا الوضع وإصلاحه وتغيير ما يجب تغييره أوتحيينه. وكل ذلك يجب أن يكون تحت إشراف متخصصين ميدانيين وخبراء لهم دراية شاملة بواقع قطاع التربية الوطنية، ولهم اطلاع على المنظومات المعتمدة في الجزائر .. وفي دول الجوار ودول الشمال  أيضا.

يجب أن يكون ادراج اللغة الإنجليزية في الابتدائي إذن، ضمن استراتيجية شاملة لإعادة هيكلة التعليم الابتدائي بما يسمح بإعطاء أهمية بالغة  لمنظومة تعليم اللغات بعيدا عن الضغط وكثافة المعارف العلمية، وبمقاربات تسهل تعلم اللغات.

بوعلام عمورة: رئيس النقابة المستقلة لعمال التربية والتكوين (ساتاف

القرار المعلن بعد إجتماع مجلس الوزراء بخصوص إدراج لانجليزية في الابتدائي غامض، خاصة وأنه تضمن جملة تقول « بعد دراسة عميقة للمختصين والخبراء ». هم إذن يعلمون أننا لا نستطيع تدريس الانجليزية في الابتدائي في الظرف الحالي.

لدينا في الجزائر أكثر من 20100 مدرسة إبتدائية، وهذا يعني أن إحتياجات الأساتذة لتعدريس الانجليزية في الابتدائي لن تقل عن 30 ألف أستاذ. بينما نحن كنقابيين نطالب منذ مدة طويلة بإدماج 30 ألف أستاذ متعاقد، والجواب دائما يكون بالرفض بحجة غياب المناصب المالية.

فتدريس الانجليزية في الابتدائي، وفق هذه المعطيات إذن، لن يكون في العام المقبل ولا العام الذي يليه لأن المشكل يتعلق بالموارد البشرية. والمشكل الثاني الذي يطرحه المشروع يتعلق بالجانب التربوي، إذ لم يقولوا لنا إن كان هذا الادراج سيكون بدأ من السنة الأولى أو الثانية أو الثالثة… وكل هذا دون الحديث عن مشكل المناهج التربوية الضرورية لمثل هذه العملية.

أما إذا طبقنا القرار مثلما فعلنا مع التعريب والأمازيغية، فهذا حل ترقيعي لا يخدم المدرسة الوطنية. من جهة أخرى، سمعنا من يطالب بتعويض الفرنسية بالإنجليزية، وهنا نقول إذا كان إدراج الانجليزية في الابتدائي خاضعا لدوافع إيديولوجية فنحن نرفض ذلك.

وفي الأخير أقول أن إضافة لغة أخرى للتلميذ دون إصلاح المنظومة التربوية لن يؤدي إلى أي نتيجة.

مزيان مريان: رئيس النقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني

بودي الحديث عن الامكانات البشرية والتربوية المطلوبة لتطبيق مثل هذا المشروع في الميدان. هذه الامكانات غير موجودة، ونعلم أن نفس المعلم في الابتدائي يتولى تدريس كل المواد حاليا. وواضح أنه إذا أردنا إدراج الانجليزية في الوقت الحالي فسيفرض على نفس المعلمين تدريس الانجليزية أيضا. وهذا ما يسمى « وضع العربة قبل الحصان ».

وأتساءل لماذا هذه الرغبة الملحة في إدراج الانجليزية في الابتدائي؟ إذا كان الهدف هو السماح للطلبة المستقبليين بتعلم الانجليزية حتى نفتح لهم أبواب اكتساب المعرفة والتكنولوجيا، فهي مدرجة الآن في المتوسط وهذا كافي. أم الهدف هو تعويض الفرنسية بالانجليزية وفقط؟

في هذه الحالة أقول لا يعقل أن نصفي حسابات سياسية باستعمال لغة ضد أخرى. فاللغات ما هي إلا وسائل إتصالية ووسائل لاكتساب المعرفة. والرهان اليوم هو كيف نمكن المدرسة الجزائرية من الارتقاء إلى مصاف المدارس ذات النوعية.  

مشروع تدريس الانجليزية يجب تركه في المرحلة الحالية للخبراء من أجل إنضاج الفكرة. ونقاشنا الآن يجب أن ينصب على كيفية التخفيف من ثقل المحفظة وكيفية إصلاح المنظومة التربوية في الاتجاه الذي يسمح للطفل بالانفتاح عن طريق ممارسة الرياضة والتسلية وتعلم الموسيقى

https://www.facebook.com/Radiom2021/videos/571599894611789