عاد الجدل من جديد إلى العلاقات المغربية الاسبانية، بعد أشهر قليلة من الدفء، بفعل إعلان الحكومة الإسبانية الحالية، بتأييدها للطرح المغربي حول ملف تسوية النزاع في الصحراء الغربية ، عاد الجدل من جديد، لخلفيات مقتل العشرات من المهاجرين القادمين من دول جنوب الصحراء الأفريقية، من المقيمين بالمغرب والحاصلين على وثائق تسوية إدارية، حاولوا المرور نحو مدينتي سبتة ومليلية.
ويتزامن هذا الحدث الإنساني الأليم، مع إجتماع اللجنة المشتركة الخاصة بتعيين الحدود البحرية بين المغرب وإسبانيا التي ستجتمع نهاية هذا الشهر الجاري لأول مرة منذ 15 سنة. وفي 22 جانفي 2020، صادق مجلس النواب المغربي، على مشروع قانون لترسيم الحدود البحرية بما فيها المجاوِرة لجزر الكناري في المحيط الأطلسي، حيث يقع جبل « تروبيك » البركاني، المكتشف على بعد كيلومترات من سواحل الصحراء الغربية. وهو ما رفضته مدريد آنذاك، معتبرةً أنه ينبغي إتمام ذلك في إطار اتفاق مشترك.
ووفق تقارير إعلامية، فإن جبل « تروبيك » الموجود على عمق 1000 متر تحت سطح البحر، يحتوي على ثروات ضخمة، واحتياطيات هائلة من المعادن والغاز والثروات الطبيعية. فيما حدد قانون ترسيم الحدود البحرية المنطقة الاقتصادية الخالصة على مسافة 200 ميل بحري، عرض الشواطئ المغربية. و من خلال ترسيم حدوده البحرية بقرار أحادي الجانب، يعتبر المغرب أنه « سيبسط سيادته الكاملة على المجال البحري، وقضية الصحراء الغربية ستكون محسومة بالقانون »
يُعتبر ملف ترسيم الحدود وقضية سبتة ومليلية وجزر الجعفرية (تعتبرها المغرب جزراً محتلة)، أحد أبرز الملفات العالقة بين إسبانيا والمغرب. وفي منتصف ماي الماضي، فتحت السلطات المغربية والإسبانية، الحدود البرية بين مدينتي سبتة ومليلة، بعد سنتين من الإغلاق، إثر تفشي فيروس كورونا، ثم استمر الإغلاق نتيجة أزمة دبلوماسية اندلعت بين البلدين. حيث تخضع مدينتا سبتة ومليلة الواقعتان شماليّ المغرب، للإدارة الإسبانية، فيما تعتبرهما الرباط « ثغرين محتلّين ».
تلك الأزمة ولدت عندما استقبلت مدريد في أبريل 2021 زعيم جبهة « البوليساريو » إبراهيم غالي بـ »هوية مزيفة »، ودون إخطار الرباط، وهو ما اعتبرته الأخيرة « طعنةً في الظهر ».
كما سبق أن إستعمل المغرب ورقة المهاجرين، على خلفية الصراع الحدودي، حين سمحت بمرور المئات منهم نحو الضفة الأخرى.
و أعلنت السلطات المغربية، أول أمس السبت، عن مقتل 23 مهاجرا من دول جنوب الصحراء الأفريقية وإصابة العشرات بجروح، خلال محاولة هجرة غير نظامية لاجتياز جيب مليلية الاسباني.
بينما أعرب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي، عن صدمته من « المعاملة العنيفة والمهينة » للمهاجرين الأفارقة من قبل قوات الأمن المغربية، خلال محاولتهم العبور نحو جيب مليلية الإسباني، مطالبا بإجراء تحقيق فوري.
س.ب