أكّد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، أنّه لا مناص من المعالجةِ المسؤولةِ المُنصفةِ والنزيهة لمسألة الذاكرة والتاريخ وجرائم الاستعمار البشعة، مشدّدا أنّه لن يطالها يَطــــالَهـــــا النسيـــــانُ ولن تَسقُـــــطَ بالتقـــــــادم.
وقال الرئيس تبون في رسالة بعثها بمناسبة إحياء الذكرى الـ 60 لعيد النصر (19 مارس 1962)، إنّه « يُجدّد التأكيد أن هذه المَسألةٌ ستظلُّ في صُلب اهتماماتِنا، وسَنُواصِل بدون هوادة، وبِلا تفريطٍ، استكمالَ مساعينا بالإصرار على حقِّ بلادنا في استرجاعِ الأرشيف، واستجلاءِ مصير الـمفقودين أثناء حرب التحرير الـمجيدة، وتعويضِ ضحايا التجارب النووية وغيرها من القضايا الـمتعلقة بهذا الملف صَوْنًا للأمانة، وحِفْظًا لوديعةِ الشهداء الأبرار ».
من جهة أخرى، أكّد تبون أنّ الجزائر الدولة الوطنية المستقلة مُدْرِكةٌ اليوم للتحوُّلاتِ العميقةِ على الصَّعيدِ الإقليمي والدولي، وتَتَّجِهُ في كَنَفِ الأمنِ للعمل عَلَى تَهْيِئَةِ الأسبابِ الْتِي تَحْفظُ للجزائرِ مكانتَها وموقعها في سياقٍ عالميٍّ، تَطبعُه التقلُّبات والاضطرابات، وفي عالمٍ لَنْ يَكونَ في المستقبل، بِنَفْسِ التأثيــــرات التي تَحكَّمَتْ منذ عُقُودٍ فـي العلاقـــــاتِ الدوليـــــــة، ولا بِنَفْسِ مُرتكزات التوازناتِ السِّياسية والاقتصادية العالـمية.
وأضاف الرئيس أنّ « تَطلُّعَنا إلـى بنــــاءِ جزائرَ صاعدة ونحنُ نعيش مع العالم في هذه الظُّروف الخاصة الـمعقَّدة مُتغيِّـراتٍ إقليميــــةٍ ودوليــــة حاسمــــة، يَسْتوجِبُ إعادةَ الاعتبارِ لقيمة الجهد والعمل، والحرصَ على تعزيز أمنِنا القومي بتَعَدُّدِ جوانبه وفي كُلَ أبعاده، من العوارضِ والطواريء المحتمَلَة، والسَّهرَ على وحدة صَفِّنا، وتكاتُفِ جُهودنا، وتعميق الشُّعُور بالواجِبِ الوطني، والاضطلاع بالـمسؤوليـــــات على أتمِّ وجـــــه، فـي مختلف القطاعــــــات، وفي كُل المواقع تجاه الأمة والوطن ».
