في جنازة شعبية مُهيبة تليق بمقامه... الجزائريون يودعون "شيخ المجاهدين" - Radio M

Radio M

في جنازة شعبية مُهيبة تليق بمقامه… الجزائريون يودعون « شيخ المجاهدين »

Radio M | 05/11/20 19:11

في جنازة شعبية مُهيبة تليق بمقامه… الجزائريون يودعون « شيخ المجاهدين »

وسط حضور شعبي كبير، وفي غياب الرسمين، شُيع المجاهد لخضر بورقعة، أحد أشهر محاربي ثورة التحرير ضد الاستعمار الفرنسي، عصر اليوم الخميس 5 نوفمبر،  بمقبرة سيدي يحيى بأعالي الجزائر العاصمة، بعدما أوصى عائلته بأن تقام له جنازة شعبية بالمقرب من مقر سكناه بدل نقله إلى مقبرة العالية أين يرقد الرؤساء السابقين للجزائر في مربع الشهداء.

وردّدت الجموع الغفيرة التي حضرت الجنازة في ظرف استثنائي بسبب جائحة كورونا، شعار « يا بورقعة  ارتاح ارتاح سنواصل الكفاح »، مطولا في رسالة مفادها أنهم سيبقون أوفياء لمبادئه النضالية وفي مواقفه التي ناضل من أجلها طول مسيرته من أجل الحرية.

وتابع الجزائريون على منصات مواقع التواصل الإجتماعي، الجنازة الشعبية التي حظي بها من بات يلقب بـ »مجاهد الثورين » بحزن كبير، إذ رثى عدة نشطاء فقيد الجزائر، الذي دون اسمه من ذهب.

وكان بورقعة من الوجوه البارزة في الحراك الشعبي، وتصدر الصفوف الأمامية في المسيرات المطالبة بتغيير الأوضاع السياسية في البلاد، قبل أن يتم إيداعه سجن الحراش في 30 جوان 2019،  بالتزامن مع حملة تخوين طالته من التلفزيون العمومي الذي شكك في هويته وتاريخه الثوري والنضالي.

وتوبع بورقعة بتهمة  اهانة بـ « إهانة هيئة نظامية والمساهمة في إضعاف الروح المعنوية للجيش وقت السلم » إثر انتقاده للمؤسسة العسكرية ومحاولة قائدها آنذاك أحمد قايد صالح، فرض خارطة طريقه السياسية.

وقضى بورقعة حوالي 6 أشهر في السجن، وتطوع عشرات المحامين للدفاع عنه ووصفوه بـ »السجن السياسي »، كما تحول إلى « أيقونة » للحراك الشعبي، وصارت صوره ترفع في مظاهرات أسبوعية، للمطالبة بإطلاق سراحه، في وقت حرص هو على التواصل مع الشعب الجزائري من خلال رسائل تُنقل على لسان هيئة دفاعه، إلى غاية الإفراج المؤقت عنه في شهر جانفي 2020 بسبب تدهور وضعه الصحي.

وبالرغم من المعارك التي خاضها « عمي لخضر » كما يلقبه الجزائريون، ضد الاستعمار الفرنسي أولا وبعدها نظام الحكم منذ الاستقلال، إلا أنه لم يستطيع الصمود أمام فيروس كورونا الذي حاربه إلى آخر لحظة إلا أن الأقدار شاءت أن يرحل.

وفي رصيد المجاهد الرحل مذكرات في كتاب بعنوان « شاهد على اغتيار الثورة »، تطرق فيها إلى كفاحه ضد الاستعمار الفرنسي، ولمرحلة الاستقلال، التي قال إنها شهدت تحولًا مثيرًا عن السياسة التي كانت منتهجة أثناء حرب التحرير، والأكيد أنه بعد رحيله سيكتب التاريخ عنه ويخلد نضالاته ومواقفه التي أعادت الأمل للشباب من جيل ما بعد الاستقلال.