لأول مرة في تاريخ الجزائر المستقلة، بثّ أمس التلفزيون الجزائري العمومي، خطبة وصلاة الجمعة انطلاقا من مسجد باريس الكبير باللغتين العربية و الفرنسية، أين أشاد إمام مسجد باريس عبدالرحمن صدوق، في مستهل خطبة الجمعة، بهذا النقل المباشر ، شاكرا رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون على هذه « المبادرة ».
وقال الإمام صدوق، بهذا الخصوص: » لقد جرت العادة في البلدان الإسلامية أن يتم نقل صلاة الجمعة انطلاقا من أحد مساجدها، واليوم سنحت لنا الفرصة لكي تنقل صلاة الجمعة من مسجد باريس الكبير عبر قنوات التلفزيون الجزائري العمومي، بمبادرة من رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، الذي نتقدم إليه بفائق التقدير والشكر والامتنان ».وتزامن بث صلاة الجمعة، مع أسبوع إجراء الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية الفرنسية.
وبعد أربعة وعشرين ساعة، عن زيارة وزير الخارجية الفرنسي جون إيف لودريان إلى الجزائر واستقباله من طرف الرئيس عبد المجيد تبون، في زيارة وصفت بـ »المفاجئة »، أصدرت فيدرالية مسجد باريس الكبير التي تسيره الجزائر، بيانا، دعا فيه عميد مسجد باريس شمس الدين حفيز ، المسلمين إلى « التصويت لصالح الرئيس المنتهية عهدته إيمانويل ماكرون ». حيث شدّد على أن » قرار الدعم لماكرون جاء من أجل قطع الطريق على مارين لوبان واليمين المتطرف »، معتبرا أن « التصويت لصالح الرئيس المنتهية عهدته هو الحل ».
وقال شمس الدين حفيز، مخاطبا المسلمين في فرنسا أن » من واجبنا عدم البقاء كشهود سلبيين وترك المجال مفتوح أمام لوبان وأمثالها ».
في حين، حملت زيارة لودريان إلى الجزائر « المفاجئة » وغير المبرمجة التي لم يسبقها جدول أعمال، عدة أوجه وتفسيرات، خاصة وأن العلاقات بين البلدين عصفت بها أزمة تصريحات سياسية حادة، تسببت في استدعاء الجزائر سفيرها من باريس، قبل أن تعيده بعد سعي فرنسا للتهدئة.
و تكفل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، بحفل إفطار جماعي ل150 مسلما خلال شهر رمضان الجزائري، في « مبادرة » تعكس إدراك ماكرون، لأهمية الجالية الجزائرية التي تقدر ب5.5 مليون نسمة، منها 1.2 مليون يحق لهم التصويت، مقابل نجاعة توظيف ورقة المسلمين وميولاتهم الدينية ضد منافسته عن اليمين المتطرف، المعادي للجالية المسلمة والعرب والأفارقة،خلال الدور الثاني من الانتخابات.
وفي نهاية شهر ديسمبر من العام المنصرم، قرّر الرئيس عبد المجيد تبون عودة سفير الجزائر لدى باريس، على أن يستأنف مهامه بداية من شهر جانفي من العام الجاري، وهو نفس التاريخ الذي استقبل فيه تبون، عميد مسجد باريس، شمس الدين حفيز، بطلب من هذا الأخير، حسب بيان رئاسة الجمهورية.
فهل وظّف تبون، الجالية الجزائرية المسلمة ومسجد باريس لفائدة حملة ايمانويل ماكرون، بعد كل تلك الأشهر العجاف من العلاقات السياسية.
سعيد بودور