كنزة خاطو
دعا الأمين الوطني لجبهة القوى الإشتراكية يوسف أوشيش، إلى الإلغاء الفعلي لتجريم فعل التسيير، مُندّدا بتعرّض منتخبين من الحزب الذين تعرضوا و يتعرضون لكل أنواع الضغوط والتحرشات الإدارية، الأمنية أو القضائية، كما يقبع بعضهم بالسجن لأمور تتعلق بتسييرهم الشأن العام و أخرى تتعلق بمواقفهم.
وقال الأمين الوطني للأفافاس، اليوم الجمعة خلال مداخلته في الندوة الوطنية لمنتخبي الأفافاس بـبجاية، إنّ « الجزائر تعيش ركودا سياسيا رهيبا هو نتاج عقود من محاولات تصحير الساحة السياسية من طرف السلطة ».
ويرى أوشيش أنّ « ما زاد الأمور تعقيدا هو التوجه الأمني للسلطة في معالجة كل القضايا تحت حجج الأمن القومي و لجوءها إلى الترهيب و القمع لإسكات أي تصور معارض، وهو ما يتنافى مع الحريات الفردية و الجماعية و يقوي مناخ التشكيك، التطرف و انعدام الثقة، هذه الأخيرة التي ليس لنا خيار آخر إلا استرجاعها و بسرعة نظرا لكل المعطيات الدولية و الإقليمية الراهنة ».
وأضاف الأمين الوطني للحزب أنّ « الأزمة ذات طابع سياسي محض و معالجتها لابد أن تكون سياسية و أي إجراءات توضع أو آليات تستحدث أو قوانين تسن لن تكون ذات جدوى إن لم تكن جزءً من مبادرة وطنية جامعة، من شأنها أن تحرك الأوضاع الراكدة، تعيد الثقة الشعبية و تهيؤ لمشروع وطني يحمي الدولة الوطنية و السيادة الشعبية و يمهد لقدوم دولة المؤسسات الشرعية، دولة الحق و القانون ».
في سياق آخر، قال ذات المسؤول الحزبي إنّ » النموذج الاقتصادي الحالي تجاوزه الزمن، و لا بد من صياغة آخر جديد يتوافق و المرحلة الراهنة »، مُبرزًا: » نموذج لا يكون على حساب الطابع الاجتماعي للدولة و لا على حساب المواطن، نموذج يكون إعداده بصفة تشاركية ينخرط فيها كل الفاعلين الوطنيين و يكون جزء من مبادرة سياسية جامعة ».
في الشقّ الدولي أشار يوسف أوشيش إلى أنّ « التحديات الدولية الراهنة تجدد حتمية التوجه و بشكل جدي نحو ضمان أمننا الطاقوي، أمننا الغذائي و أمننا الرقمي التي هي حديث الساعة و رأينا كيف تستعملها الامبريالية العالمية كوسائل إخضاع فتاكة ».
وأضاف: « إن آثار السياق العالمي لن تكون أي دولة بمنـأى عنه ، فالأزمة الأوكرانية و قبلها الأزمة الصحية العالمية هي مظاهر نظام عالمي جديد قيد التشكل يحتكم إلى قواعد جديدة »، مؤكدا أنّ « الأفافاس مع الحوار كوسيلة فضلى لفض النزاعات، مع احترام خصوصيات الدول و قيمها و عدم التدخل في شؤونها، و كذلك مع حماية الأمني القومي للدول ».
وشدّد بالقول: « إن الأزمة الأوكرانية ببعدها العالمي ستؤثر لا محالة على إقليمنا ،على جوارنا القريب و البعيد، و على فضائنا المغاربي، العربي، الإفريقي و المتوسطي و سترفع من مستويات التوتر و تحيي النزاعات التقليدية و النزعات التوسعية ».
وأضاف: « فضاءنا المغاربي لا يتحمل تدخلات أخرى في شؤونه، و هو الوحيد المخول بحل خلافاته و تسوية النزاعات الموجودة خلاله بالالتزام بالشرعية الدولية، حسن الجوار، و الحوار الصادق مع التأكيد على حرمة و قدسية أراضيه التي ضحى من أجلها المناضلون المغاربيون الأشاوس »، مشدّدا: الحامي الوحيد لمنطقتنا من كل المخاطر و التهديدات يكمن في دمقرطة أنظمة حكمها و الاستجابة لتطلعات شعوبها و في الاتحاد وفق ما يتشاركون من قواسم مشتركة و وفق وحدة المصير ».