الجزائر: استنجاد بخطاب "الكراهية" بالتزامن مع استئناف مسيرات الحراك - Radio M

Radio M

الجزائر: استنجاد بخطاب « الكراهية » بالتزامن مع استئناف مسيرات الحراك

Radio M | 24/02/21 12:02

الجزائر: استنجاد بخطاب « الكراهية » بالتزامن مع استئناف مسيرات الحراك

عاد خطاب الكراهية ليتصدر واجهة الأحداث السياسية، بالتزامن مع استئناف الجزائريين للمسيرات الشعبية السلمية، في الذكرى الثانية للحراك المطالب بتغيير طبيعة النظام، وتكريس الديمقراطية والحريات.

وأدرج نشطاء وصحافيون، تصريحات رئيس حركة البناء، عبد القادر بن قرينة، ضمن سياق التحريض وإثارة النعرات الجهوية، بتوظيفه لمصطلحات « غير سياسية »، في خطاب ألقاه أمام مناضليه في ولاية وهران غرب الجزائر.

وأفاد بن قرينة، بأنه يدعم الحراك الوطني الأصيل الذي خرج في 22 فيفري 2019، وليس الحراك المؤدلج الموجّه ضد ثوابت الأمة، كما قال.

وذهب بن قرينة إلى أبعد من ذلك، بالتعبير عن رفضه لما وصفه بـ « حراك من يريد أن يجعله مؤدلجا ضد ثوابت الأمة ويجعله حراك دشرة ويقزمه بعد أن كان حراك أمة ».

وأضاف أنه يرفض أيضا « حراك من يريد أن يستغله لتمزيق وحدة الوطن وإنجاز الفيدرالية وتصفية الأحقاد ومن يريد أن يجعله ظهرا يركب لتحقيق مكاسب فردية أو حزبية أو جهوية أو أجندات خارجية ».

وأشار المرشح الرئاسي السابق، إلى رفضه المساس برمزية الجيش ووحدته وانسجامه، فالمؤسسة العسكرية هي « العمود الفقري للدولة لأنها يقع عليها مهمة الدفاع عن السيادة والحفاظ على الاستقلال والدفاع عن المصالح الحيوية للأمة وحماية المكتسب الأمني والاستقرار »، وفق تعبيره.

وأثارت هذه التصريحات جدلاً واسعاً على منصات مواقع التواصل الاجتماعي، التي تتقاطع مع ما كانت تدلي به رئيسة حزب العدل والبيان نعيمة صالحي، عبر فيديوهات نشرتها على حسابها الرسمي في موقع فايسبوك.

ضمن هذا السياق، كتب المحامي والناشط الحقوقي، أحمين نور الدين « إذا كان بن قرينة قد صرح بما تم نقله عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يجب في هذه الحالة تقديم بلاغ ضده أمام النيابة ».

وأقرت الجزائر مطلع عام 2020 قانون يجرم خطاب الكراهية والتمييز، والذي يمنح للنيابة العامة الحق في تحريك الدعوى العمومية تلقائيا، ضد مرتبكي هذه الجرائم، التي تصل عقوبتها إلى 10 سنوات سجنا، إضافة الى غرامة مالية.

وشهد الحراك الشعبي في فترة تسيير رئيس أركان الجيش الراحل قايد صالح، للمرحلة الانتقالية عقب استقالة عبد العزيز بوتفليقة في الثاني من أفريل 2019، تصاعد ملحوظ جداً لمؤشرات الكراهية التي برزت ضمن خلافات مسار الحراك الشعبي في أشهره الأخيرة إلى غاية الاستحقاق الانتخابي يوم 12 ديسمبر من العام 2019، قبل أن يتوقف بسبب فيروس كورونا لمدة 11 شهراً كاملاً.

وعرفت تلك المرحلة، حضوراً بارزاً لخطابات جهوية وعنصرية عبر مواقع التواصل، تستعدي صراعات الماضي ورموز التاريخ وأسئلة الهوية والجغرافيا بشكل وجودي، وفق ثنائية العرب والأمازيغ.