شهدت مدينة خراطة بولاية بجاية شرق الجزائر، اليوم الثلاثاء 16 فيفري مظاهرة شعبية عارمة شارك فيها جزائريون من مختلف ولايات الوطن، احتفالاً بالذكرى الثانية للحراك الذي انطلق في 22 فبراير من العام 2019.
ورفع المحتجّون عدة شعارات تُطالب بتغيير جذري للنظام بدل واجهته، بالإضافة إلى تحقيق الديمقراطية والحريات، وإطلاق سراح كل معتقلي الحراك المتواجدين رهن الحبس، بالإضافة إلى شعار « دولة مدنية ماشي عسكرية ».

ووفق تقديرات صحافيي « راديو أم » المتواجدين في مدينة خراطة، فإن عدد المشاركين في المسيرة الشعبية، بلغ عشرات الآلاف، وتأتي هذه المظاهرة بعد 11 شهر من تعليق مسيرات الحراك شهر مارس من العام 2020 عقب إقرار البروتوكول الصحي لمواجهة تفشي فيروس كورونا. وتحّمل مدينة خراطة رمزية تاريخية، حيث كانت شاهدة على واحدة من أبشع الجرائم الاستعمارية، في 8 ماي 1945، كما أنها استطاعت أن تكتسب رمزية سياسية جديدة بعدما شن سكانها مسيرة حاشدة في 16 فبراير 2019، رفعوا خلالها رايات باللون الأسود تعبيراً عن حزنهم من الوضع الذي تعيشه الجزائر واستشراء الفساد.

ودفع الحراك الشعبي بالرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة إلى الاستقالة بعد عشرين عاماً من الحكم، والزج بعشرات المسؤولين في السجن، غير أن الجزائريين يؤكدون أنهم غير راضيين على الوضع ولا يزالون يرفعون مطالب إرساء دولة الحق والقانون وتغيير جذري للنظام.

وقاد مجموعة من النشطاء منذ فترة حملات تعبئة واسعة من أجل استئناف المسيرات الشعبية وإطلاق نسخة ثانية من الحراك. وعشية الذكرى الثانية من الحراك، أطلقت رئاسة الجمهورية مشاورات سياسية مع عدد من الأحزاب، حيث التقى عبد المجيد تبون مع 6 رؤساء أحزاب سياسية للنقاش حول الوضع العام في البلاد، حيث يرتقب حل البرلمان واجراء انتخابات تشريعية ومحلية مسبقة، حسب التسريبات الأولية التي جاءت على لسان الأحزاب السياسية.