أنهى الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدين، السبت تشكيل فريقه الدبلوماسي، الذي يضمّ أفراداً من إدارة باراك أوباما السابقة، ويُجسّد الرغبة في إحداث قطيعة مع إدارة دونالد ترامب الأحادي، كما يهدف إلى ”تصحيح مسار“ السياسة الخارجية لبلاده، وفق ما نقلته وسائل إعلام أمريكية.
أواخر نوفمبر أعلن بايدن، اختيار أنتوني بلينكن الذي عمل في إدارة أوباما، وزيراً للخارجية، فيما اختيرت ويندي شيرمان (71 عاماً) نائبة له، وهي مُستشارة دبلوماسية سابقة في عهد بيل كلينتون قبل أن تتولى منصب وكيلة وزارة الخارجية للشؤون السياسية خلال ولاية أوباما الثانية.
وكانت شيرمان أحد أبرز المفاوضين الأمريكيين على الاتفاق النووي الايراني كما عملت على الملف الكوري الشمالي خلال إدارة كلينتون. وأعلن السبت أيضاً اسم مساعد الوزير الجديد لشؤون الإدارة والموارد، وهو بمثابة مسؤول تنفيذي في الخارجية الأميركية. واختير لهذا المنصب براين ماكيون القريب من بايدن، وكان مستشاراً له منذ أن كان سناتوراً، قبل أن يتولى مناصب مختلفة في الحكومة خلال ولايتي أوباما.
ويهدف بايدن من خياراته في فريقه الدبلوماسي التشديد على القطيعة مع السياسة الخارجية القومية والأحادية التي اتبعها سلفه دونالد ترامب، بهدف العودة من جديد إلى خط تعددي حازم، وفق تعهداته في الحملة الانتخابية وعقب تسلمه الحكم.
وأوضح بايدن وفق بيان أن الوجوه الجديدة للخارجية الأمريكية ”تجسّد اقتناعا عميقا بأن أميركا تكون الأقوى حين تتعاون مع حلفائها »، حيث يريد الرئيس الجديد أيضا ”استعادة القيادة المعنوية والعالمية“ للولايات المتحدة، بدعم من حلفائها. ولخص الأمر قائلاً إن ”أمريكا ستعود ».
بناء على هذا المعطى تُراقب عدة دول غربية وعربية أولى تحركات وتصريحات جو بايدن تجاه السياسة الخارجية، مِنها الجزائر التي تأمل في عودة أمريكا إلى الحياد في قضية الصحراء الغربية المتنازع عليه بين المغرب وجبهة « البوليساريو »، عقب إعلان سلفه ترامب اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الإقليم، في 10 ديسمبر الماضي، في خطوة غير متوقعة.
اعتراف رفضته الجزائر، مشددة على أنها تدعم قرارات الأمم المتحدة، التي تؤكد على تنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء، وتعتبرها نابعة من قناعتها الراسخة في دعم حقوق الشعوب في التحرر.
وعلى أمل إقناع واشنطن مستقبلا بالتراجع عن قرار الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء، لا يترك الجزائر فرصة إلا ويحاول استثمارها، حتى لو كانت زيارة الذي تتأهب إدارته للرحيل.
ففي 7 يناير الجاري، استقبلت الجزائر مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى، ديفيد شينكر. وفي محادثات، وصفتها الخارجية بـ « الصريحة »، تحدث صبري بوقادوم، مع شينكر عن « طبيعة الدور المنتظر من الولايات المتحدة لإعادة دفعة السلام في المنطقة والعالم، في إطار الحيادية التي تقتضيها التحديات الراهنة ».
كما شدد « بوقادوم »، خلال اللقاء، على أن إعلان ترامب بشأن السيادة على إقليم الصحراء لا يحقق الإجماع في الداخل الأمريكي، بل ولا حتى داخل الحزب الجمهوري نفسه، الذي ينتمي إليه.
ومعلقا على تقارير صحفية مغربية، نفي شينكر ما يتردد عن عزم واشنطن إنشاء قاعدة عسكرية في الصحراء أو نقل مقر القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم) إلى الصحراء الغربية.
ورفضا لقرار ترامب، رأت الخارجية الجزائرية، في بيان سابق، أنه « ليس له أي أثر قانوني؛ لأنه يتعارض مع جميع قرارات الأمم المتحدة، وخاصة قرارات مجلس الأمن بشأن مسألة الصحراء ».