أكد عضو اللجنة العلمية المكلفة بمتابعة تطور انتشار وباء كورونا ورئيس عمادة الأطباء بقاط بركاني، تغلُب فتوى رجال الدين على رأي الأطباء بخصوص شعيرة الذبح، متوقعا في حوار مقتضب مع « راديو أم بوست »، ارتفاع عدد الإصابات في عيد الأضحى.
طالب مجموع أساتذة علوم الطب بالجزائر السلطات العليا للبلاد بإصدار مرسوم يقضي بالامتناع عن أداء شعيرة النحر في هذا الظرف الذي تعيشه البلاد، ما تعليقكم؟
لهم كامل الحرية في المطالبة فيما يرونه مناسبًا. أعتقد أن دعوة أستاذة العلوم الطبية بإلغاء شعيرة النحر، نابعة من إدراكهم بخطورة الوضع الصحي. هم يتخوفون من تفشي رقعة فيروس كورونا لأنه لا يمكن إخفاء حقيقة أن العائلات الجزائرية لن تتخلى عن عاداتها في زيارة الأقارب والتقبيل من دون احترام إجراءات التباعد الإجتماعي، تماماً كما حصل في عيد الفطر.
نحن كأطباء لم نُطالب بإلغاء العيد كمناسبة دينية تعودنا على إحيائها كل سنة، وإنما بشعيرة الذبح استثناءً لاعتبارات صحية لا غير، لكن لجنة الفتوى أفتت بغير ذلك.
يعني ذلك أنكم غير راضون عن الفتوى الصادرة عن وزارة الشؤون الدينية؟
فتوى رجال الدين تغلبت على رأي ونصائح الأطباء، هذا هو الواقع، فبالرغم من إقرار لجنة الفتوى بأن شعيرة الذبح سُنّة إلا أنها أفتت بأدائها، مع دعوتها للجزائريين بضرورة اتخاذ إجراءات الوقاية. لكننا كأطباء نتساءل هل سيلتزم الجزائريون بتدابير الوقاية في عملية شراء الأضاحي وماذا عن التجمعات السكنية التي تشهد حركية كبيرة وعمليات ذبح في الفضاءات العمومية. ومن هذا الباب نقول إن لجنة الفتوى اتخذت قرارها وعليها تحمل مسؤوليات تبعاته.
تتوقعون إذًا ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا في عيد الأضحى؟
طبعاً نحن نتوقع ذلك، لأن 30 بالمائة من حالات الإصابة بفيروس كورونا أسبابها عائلية، ويمكن تخيل الوضع في عيد الأضحى الذي تكثر فيه التجمعات العائلية وحفلات الشواء. هذه التوقعات تجعلنا نقول عدد الإصابات سيرتفع حتمًا.
في اعتقادكم هل سيتم فرض حجر صحي شامل يومي العيد؟
القرار من الصلاحيات الحصرية للسلطات العليا في البلاد ممثلة في رئيس الجمهورية والحكومة، ولا يمكنني التأكيد أو النفي، نحن كلجنة علمية نقوم بدورنا في متابعة الوضع الصحي في ولايات الوطن، وتتم عملية التقييم بشكل دوري من لقاءات عقدناها منذ ظهور الوباء نهاية شهر فيفري 2020.