بينما يُواصل فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19» نهش جسد البشرية للشهر الثامن على التوالي منذ ظهوره بمدينة ووهان الصينية، في شهر ديسمبر 2019، تعيش المختبرات العالمية الكبرى صراعاً محتدماً، لاكتشاف لقاح يتصدى للوباء ووقف تفشيه.
وفي أواخر جانفي 2020، اعترف الرئيس الصيني بخطورة الوضع، ومن ذلك التاريخ بدأ العلماء بالبحث عن اللقاح وسارعت المؤسسات البحثية الكبرى على غرار جامعة أكسفورد في المملكة المتحدة ومعهد باستور في فرنسا وهارفارد في الولايات المتحدة، وعمالقة صناعة الأدوية مثل سانوفي وميرك وجونسون آند جونسون وأسترا زنكا، إلى إجراء البحوث والعمل على تطوير اللقاح المناسب.
وصرح رئيس المجمع الصيني للصناعات الصيدلانية، لوي جينغزهان، للقناة الفضائية الصينية أن شركته ستفرغ من المرحلة الأخيرة من الاختبارات على البشر في غضون ثلاثة أشهر. وكانت الشركة أعلنت في جوان الماضي، عن تأخر الاختبارات إلى العام المقبل لقلة عدد الإصابات الجديدة في الصين.
ولكنها الآن شرعت في إجراء اختبارات المرحلة الثالثة على آلاف الأشخاص في الإمارات. وتجري شركة صينية أخرى تستعمل تقنيات مماثلة اختبارات على البشر للقاح فيروس كورونا المحتمل في البرازيل. في حين، لا تزال منظمة الصحة العالمية متحفظة إزاء اللقاح الصيني المحتمل، قائلة إنها تتوقع إنتاج عقار فعال مطلع العام المقبل.
وتطور الصين لقاحا محتملا آخر عن طريق شركة كانسينو ووحدة البحوث العسكرية، يبدو أن نتائجه إيجابية، إذ أظهرت العينات المختبرة مناعة ضد الفيروس في المراحل الأولى من الدراسة. ويبحث القائمون على المشروع عن إمكانية إجراء اختبارات المرحلة الثالثة خارج الصين.
في المقابل صرح رسلان تساليكوف، النائب الأول لوزير الدفاع الروسي، عن جاهزية أول لقاح روسي لمنع الإصابة بفيروس كورونا، بعد انتهاء التجارب السريرية للقاح ضد « كوفيد-19 ».
وأشارت الوزارة إلى أن « نتائج الاختبار المتاحة تظهر بوضوح تطور استجابة مناعية لدى جميع المتطوعين نتيجة التطعيم، ولم يتم الكشف عن أي آثار جانبية أو مضاعفات أو ردود فعل سلبية من المتطوعين في وقت الخروج من المستشفى ».
وقال تساليكوف في مقابلة صحفية « لقد تم بالفعل إجراء التقييمات النهائية لنتائج الاختبار من قبل المتخصصين والعلماء في المركز القومي للبحوث. في وقت الخروج من المستشفى، شعر جميع المتطوعين، دون استثناء، بعد تلقيهم مناعة من الفيروس التاجي، بالراحة. وهكذا ، أصبح أول لقاح محلي ضد الإصابة بالفيروس التاجي الجديد جاهزا »، بحسب ما نقلت صحيفة « أرغومينتي و فاكتي ».
وقبل أيام كتبت جريدة « لوموند الفرنسية » أنه إيجاد لقاح قبل 2021 يبدو هدفا غير واقعي، لكن ذلك لم يمنع المختبرات من ترويج منتجاتها التي لم تظهر بعد، والتي تتنافس الدول على الحصول عليها بملايين الدولارات.
وأكد التقرير إلى أن هناك معركة حقيقية بين القوى العالمية العظمى من أجل تطوير اللقاح، وقد تم رصد تمويلات بمليارات الدولارات للفوز بهذه المعركة التي تمثل الولايات المتحدة وأوروبا والصين أطرافها الرئيسية.