حملة التبرعات متواصلة لإنقاذ "ريمة".. المرأة التي أُحرقت لأنّها رفضت الزواج - Radio M

Radio M

حملة التبرعات متواصلة لإنقاذ « ريمة ».. المرأة التي أُحرقت لأنّها رفضت الزواج

كنزة خاطو | 16/10/22 14:10

حملة التبرعات متواصلة لإنقاذ « ريمة ».. المرأة التي أُحرقت لأنّها رفضت الزواج

وصلت قيمة التبرّعات لإنقاذ ريمة، الأحد، 51.340 يورو من أصل 100 ألف يورو المطلوب لإنقاذ حياتها.
.سلّم الجاني الذي أضرم النار في جسدها نفسه إلى الدرك الوطني، لكن بعد ماذا ؟

قيمة التبرعات صباح الأحد 16 أكتوبر

ريمة .. امرأة مُفعمة بالحياة تصارع الموت بسبب « لام » الرفض

في ماكودة، إحدى بلديات دائرة ماكودة بولاية تيزي وزو، بتاريخ 26 سبتمبر بدأت القصة المأساوية.
ريمة شابةٌ تبلغُ من العمر 28 سنة، تشتغل معلّمة للغة الفرنسية بالمدرسة الخاصة « أسلاس » بتيزي وزو، يصفها مدير هذه المؤسسة محند أمقران بـ المثال الذي يقتدى به، والمعلّمة النشيطة والفنانة في الأعمال اليدوية والمرأة المفعمة بالحياة، وشبّهتها فريدة قواسم زميلتها بالمدرسة بـ « برعمة الورد ».


ريمة المفعمة بالحياة، تصارعٌ اليوم الموت بمستشفى إسباني بعد أن أضرم مُجرمٌ النار في جسدها بينما كانت متوجّهة إلى عملها كالعادة، أحرقها لأنّها قالت « لا » واللامُ هنا كانت لرفض فكرة الزواج.


نُقلت ريمة على جناح السرعة إلى قسم الاستعجالات بمستشفى تيزي وزو ثم إلى قسم الإنعاش، وبعد أيامٍ من الحادثة انتشر الخبر الصادم على مواقع التواصل الإجتماعي: ريمة بحاجة إلى المساعدة.

حالة ريمة مستعصية وتحتاج نقلها إلى الخارج

نشرت الصفحة الفايسبوكية « فيمنيسيد الجزائر » وهي مبادرة تقودها ناشطتين نسويتين للتبليغ عن جرائم قتل النساء، بتاريخ 4 أكتوبر الجاري خبر الحادث المأساوي ووجّهت نداءً مُستعجلًا للتبرّع بالدم وأدوية لريمة.
تجنّدت ناشطات نسوية وجمعيات حقوقية والعديد من المواطنين والمواطنات داخل وخارج الوطن من أجل أن تحيا ريمة.


إلّا أنّ حالة ريمة باتت مستعصية بسبب الحروق التي طالت 70 بالمئة من جسدها، وتسبّبت بفقدان مناعتها وصعوبة في التنفس إلى جانب التهابات معقّدة، ومع نقص الإمكانيات المادية بمستشفى تيزي وزو صارح من الأطباء ذويها بأنّ حالتها تستدعي نقلها على جناح السرعة إلى مستشفى خارج الوطن.

صندوق تبرّع افتراضي وسباق مع الزمن انتهى بنقل ريمة إلى إسبانيا

شنّ الجميع سباقًا مع الزمن لنقل ريمة إلى مستشفى خارج الجزائر الأمر الذي يتطلّب مبلغًا ماليا معتبرًا، لذلك تمّ فتح صندوق تبرّع افتراضي.


وتكفّل المركز الدولي « آ دي أم » بملف نقل ريمة إلى الخارج لتلقي العلاج، وأفادت العضوة في المركز « مليكة حسين » أنّها تواصلت في البداية مع مستشفى « سان لووي » بباريس الذي طلب قيمة تفوق الـ 300 ألف يورو مع دفع المبلغ كاملًا، ليتمّ بعدها التواصل مع أحد المستشفيات التركية التي حدّدت مبلغ 288 ألف أورو لعلاج ريمة، وتمّ في الأخير التفاوض مع مستشفى بإسبانيا الذي طلب مبلغ 100 ألف يورو مع دفع شطر أوّلي لإدخالها على جناح السرعة.


وتمكّن المركز من تحويل ريمة أوّل أمس الجمعة إلى مستشفى إسبانيا، أين تتلقى العلاج، لكنّ صندوق التبرّع لازال مفتوحًا من أجل إنقاذ ريمة.

رجال أعمال وفنانون يتجندّون لإنقاذ ريمة

ووصلت قيمة التبرعات اليوم الأحد إلى أزيد من 50 ألف أورو، في حين يُقدّر استشفاؤها بإسبانيا 100 ألف أورو.


إضافة إلى صندوق التبرّع الذي شارك فيه مواطنات ومواطنين، لجان القرى ورجال أعمال على غرار يسعد ربراب ولونيس حميطوش، من المزمع أن يحيي نجوم الأغنية القبائلية على غرار علي عمران ومحمد علاوة حفلًا للمساهمة بعائداته في علاج ريمة.

الجاني سلّم نفسه إلى الدرك الوطني.. لكن بعد ماذا ؟

أفادت الناشطة النسوية ياسمينة شواكي خلال تدخّل لها في برنامج « ماراناش ساكتين » على « راديو أم »، أنّ المجرم الذي أضرم النار في جسد ريمة سلّم نفسه للدرك الوطني.


كما أكّدت ياسمينة شواكي أنّ الجمعيات النسوية تجنّدت من أجل ريمة وتواصلت مع عديد المحاميات، قبل أن تقول : « صحيح أنّ العنف واقع يعيشه العالم بأسره، لكنّ العدالة في دولٍ أخرى تحمي المرأة ».


من جهتها وخلال ذات البرنامج الذي خُصّص للحديث عن الجرائم والعنف ضدّ النساء، قالت المناضلة النسوية مديحة بن علي إنّ « القوانين في الجزائر جائرة في حقّ المرأة ».

حالة ريمة تتحسّن وتجري أوّل عملية جراحية غدًا الإثنين

وعن آخر الأخبار، قالت مليكة حسين عضوى المركز الدولي « آ دي أم » بعد اتصالها أمس بمستشفى الذي تعالج فيه ريمة بإسبانيا، إنّ « الأطباء قاموا بتغيير الضمادات والمضادات الحيوية وأجروا بكافة الفحوصات اللازمة ».


وأشارت مليكة حسين إلى أنّ « حالة ريمة تحسّنت وأطباؤها متفائلون بشأن حالة جسدها، حيثُ هناك أماكنٌ يمكن استعادتها بسهولة دون حاجة لجراحة وأماكن أخرى من الجسم يمكن استعادتها بالجراحة ».


أمّا عن نسبة الحروق حسب أطباء مستشفى « آل باز » الإسباني فتبلغ 60 بالمئة »، و »يتمّ تجهيز ريمة لإجراء عملية جراحية يوم غدٍ الإثنين » بحسب ذات المصدر.

خمسة وخمسون امرأة قُتلت سنة 2021 و32 أخرى إلى غاية أوت من السنة الجارية

خلال سنة 2021، أحصت « فيمنسيد الجزائر » 55 جريمة قتل راحت ضحيتها نساء في مختلف مناطق الوطن.


وخلال السنة الجارية، وصلت جرائم القتل في حقّ النساء، وفق ذات المصدر إلى غاية أوت لـ 32 امرأة مقتولة.
وعن إحصائيات المديرية العامة للأمن الوطني وقيادة الدرك الوطني لسنة 2021، فقُدّرت بـ 17 ألف و737 حالة عنف ضدّ النساء.

الجرائم في حقّ الجزائريات.. متى يتحرّك أصحاب القرار ؟

وتُواصل الجمعيات النسوية والناشطات في حقوق المرأة والمساواة، نضالها في الجزائر للحدّ من العنف ضدّ النساء، في وقت يُفضّل فيه السياسيين وأصحاب القرار إلى اعتماد سياسة الصم والبكم والعمي أمام جرائم القتل والعنف المسلّط ضدّ النساء عوض إقرار سياسات تقضي بشكل فعال على العنف وأسبابه.


كذلك، تنتقد العديد من المناضلات والجمعيات التي تنشط في المجال، ذكر الأعمال المأساويّة في حقّ النساء في خانات « الأخبار المتنوّعة » على وسائل الإعلام، وطرحها بشكل مثير، وتعتبرها (الجمعيات) تقليلا من أهمية العنف الذي تتعرض له النساء.

تبرّعوا لـ ريمة

موقع التبرّع: https://bit.ly/3EMusJ1