حوار حصري مع الإسباني فراسيسكو خوسيه: هجرة الجزائريين تقلّصت كثيرا سنة 2019 ودموع أمّهات "الحراقة" تُحزنني يومًا بعد يوم - Radio M

Radio M

حوار حصري مع الإسباني فراسيسكو خوسيه: هجرة الجزائريين تقلّصت كثيرا سنة 2019 ودموع أمّهات « الحراقة » تُحزنني يومًا بعد يوم

Radio M | 15/09/21 16:09

حوار حصري مع الإسباني فراسيسكو خوسيه: هجرة الجزائريين تقلّصت كثيرا سنة 2019 ودموع أمّهات « الحراقة » تُحزنني يومًا بعد يوم

حاورتــه: كنـزة خـاطو

أكّد فرانسيسكو خوسيه كليمانتي مارتن، عضو في المركز الدولي لتحديد هوية المهاجرين المفقودين « سيبيمد » (منظمة غير حكومية)، أنّ ظاهرة « الحراقة » بالنسبة للجزائريين تقلّصت بشكلٍ كبير سنة 2019 (فترة الحراك الشعبي) لكنّها عاودت الارتفاع هذه السنة.

وتطرّق فرانسيسكو خلال حوارٍ مع « راديو أم » إلى مختلف المخاطر التي يواجهها الحراقة في عرض البحر وأسباب الظاهرة، وتعامل السلطات الإسبانية مع المهاجرين غير الشرعيين.

من هو فرانسيسكو وهل « هيروس ديل مار » (بطل البحر) منظمة أيضا تنخرط فيها ؟

فرانسيسكو هو اسمي، أمّا « هيروس ديل مار » هو رمز لا يمثّل أيّة منظّمة غير حكومية، بل هكذا أسمي نفسي على « تويتر ».

تُحصي أسبانيا آلاف المهاجرين غير الشرعيين من جنسيات مختلفة كل عام.

ما هي الجنسيات التي تصل على سواحل إسبانيا ومن يحتل المركز الأول؟

الوافدون بشكل رئيسي هم حاملون للجنسية الجزائرية، مملكة المغرب ودول الساحل.

كيف تعامل السلطات الإسبانية المهاجرين غير الشرعيين؟

تتعامل إسبانيا مع الوافدين إلى أراضيها كأشخاص عاديين وبإنسانية، خاصّة وهم جاؤوا هربًا من عدّة عوامل كالحروب، السياسة، أسلوب الحياة والمجاعة.

يتم الاعتناء بهم وتزويدهم بالطعام والملابس الجديدة، أمّا أولئك الذين يرغبون في البقاء يتم الترحيب بهم من قبل مراكز الصليب الأحمر أو من قبل المنظمات الأخرى.

ماذا تقدم لهم منظمة « سيبيماد »؟

منظمتنا غير الحكومية تساعد العائلات في البحث عن أطفالهم المفقودين في عرض البحر، كما تعمل على تحديد هوية الجثث وتتدخّل لإنقاذ القوارب عند حالات الطوارئ.

يوجد مهاجرون غير شرعيين في السجن، لماذا؟

نعم بالفعل، يُسجن مرتكبو الجرائم الخطيرة في بلادهم، إلى جانب سائقي القوارب التي تصل إلى الأرض الإسبانية (الاتجار بالبشر).

كيف يعيش الحراقة بعد وصولهم الى اسبانيا؟

الأمر سهل بالنسبة للذين لديهم عائلات هنا في اسبانيا.

في حين يخوض أولئك الذين يبقون بدون مأوى بعد نهاية مدّة استقبالهم من طرف مختلف المنظمات معركة البحث عن الحياة.

هل توفر لهم السلطات العمل والسكن؟ هل منظمتكم تساعدهم في ذلك؟

لا يُعرض عليهم العمل أو السكن، لكن مع مرور الوقت إذا قاموا بتسوية أوراقهم، يمكنهم الحصول على ذلك مثلهم مثل أيّ مواطن إسباني.

تتعامل كثيرا مع هؤلاء الحراقة، ما هي أسباب مغادرتهم لبلادهم ؟

السبب الرئيس يكمن في غياب منظومة صحية في بلادهم، الأمر الذي يعرقل تحسين معيشتهم.

ماذا تفعل إسبانيا بجثث المهاجرين؟

تحاول السلطات الإسبانية العمل مع المنظمة غير الحكومية « سيبيماد » على تحديد هوية الجثث.

من السهل على العائلات التعرّف على أولئك الذين يحملون معهم أشياءً خاصة أو وشم. لكن في أغلب الأحيان يتم العثور على الجثث في مرحلة متقدّمة من التحلل أو كعظام فقط، لكن العملية لا تتوقّف بل نواصل محاولة تحديد هويّة أصحابها.

ماذا عن الحراقة القُصر ؟

يتمّ نقلهم إلى مركز « مينا »

(مركز خاص باستقبال الأطفال والقصر)

في عام 2019 ، شهدت الجزائر ثورة شعبية ويقال إن عدد المهاجرين قد انخفض خلال تلك الفترة ثم تضاعف.

هل تؤكد ذلك؟

بالفعل، في 2019 سجلنا تراجع كبير في الأرقام واختفت تماما، وفي 2020 عاودت الارتفاع. في 2021 نلاحظ أن قوارب الهجرة ممتلئة عن آخرها مع تسجيل العديد من الوفيات.

نرى أيضًا نساءً على متن قوارب الحراقة. ما هي أسباب مغادرتهن لأوطانهن؟

ربما لديهم أزواجهن هنا في إسبانيا. كذلك، في أوروبا يمكنُ لهنّ العيش بحرية دون أن يُرغمن على القيام بأشياءٍ لا يرغبن فيها. أيضا هروبا من العنف ومزيد من حقوق المرأة هنا.

ما هي آخر الإحصائيات التي سجلتها منظمتكم عن عدد المهاجرين غير الشرعيين الوافدين من شمال إفريقيا؟

آلاف الوافدين، سنوافيكم بالأرقام الدقيقة نهاية السنة.

عرفت الجزائر جدلا واسعا بشأن تسليم إسبانيا للناشط شمس الدين لعلامي. كما تسليم اللاجئ السياسي محمد بن عبد الله.

هل لديك معلومات عن ذلك؟

للأسف لا أريد التعليق في القضايا السياسية.

ماذا تقول القوانين الإسبانية عن تسليم المهاجرين؟

حاليًا، يتم ترك جميع الوافدين مجانًا، مع إصدار أمر بالطرد لمدة عامين من إسبانيا ما لم يتم تسوية الأوراق.

ما القصة أو الحادثة التي أثرت عليك بشأن المهاجرين غير الشرعيين؟

للأسف أتأثّر على كلّ من يتعرّضون لحوادث في عرض البحر، رؤية الأطفال والنساء الحوامل يموتون بتلك الطريقة تدمي القلب.

ما هي رسالتك لمن يريد الهجرة من الجزائر وشمال إفريقيا؟

أقول فكّروا مرتين قبل المجيء. قد يموتون في البحر ويدمّرون حياة عائلاتهم وأصدقائهم.

ما الحل بالنسبة لك لإنهاء هجرة الشباب؟

فتح طرق آمنة في أوروبا. كذلك يجب على أوروبا أن تمنح سنويًا عدد مُعيّن من رخص الدخول حتى يتمكنوا من الدخول والخروج من بلدانها متى أرادوا.

ويجب على الاتحاد الأوروبي وإسبانيا أن يعملا معا من أجل أن يدخل الوافدين بحرية دون الحاجة إلى قوارب (حرقة).

أنت نشط للغاية على مواقع التواصل الإجتماعي، ما هي الأسئلة التي يتكرر طرحها من طرف الجزائريين؟

يبحثون أساسا على أقاربهم.

كيف تصف علاقتك بالمهاجرين غير الشرعيين.

شاهدت مقطع فيديو لك ولشخص يرافقك على فيسبوك، وأنتما تستمعان لأغنية جزائرية، كان يبدو سعيدا برفقتك.

معظم الناس يعتقدون أنني بطل لكنني لا أصدق ذلك.

أنا فقط أبلّغ وأساعد أولئك الذين قد يحتاجون إلى مساعدة- الأغاني الجزائرية جميلة جدا وعاطفية.

ما هي المخاطر التي قد يواجهها الحراقة في البحر وعند وصولهم إلى سواحل إسبانيا؟

تتمثل المخاطر بشكل أساسي في الغرق، الأمواج، عطب القارب في عرض البحر، انفجار القارب، الاصطدام بسفينة، المغادرة في طقس سيء.

وعندما ينجحون في الوصول إلى هنا، يركضون في الجبال وهم مرهقون ومتعبون.

أريد القول إنّهناك الآلاف من الوافدين ولا أحد يفعل شيئا من أجلهم. لا توجد منظمة غير حكومية أخرى لتفعل ما تفعله منظمة « سيبيماد »، ما يجعل المهاجرين غير محميين.

أيضًا، يعتقد الكثيرون أنه لكونهم جزائريين فهم أقلّ أهميّة، ويقارنون أنفسهم مع المهاجرين من دول الساحل الذين حسب اعتقادي هم بحاجة لاهتمام أكبر. ولكن أي شخص يأخذ قاربا هو مهاجر بغض النظر عن جنسيته، إنه يخاطر بحياته ويموت في البحر، لا أحد يريد ذلك.

لقد تحطّمت عائلات بأكملها، أمّهات يبكين أبناءهنّ، حزن لابدّ لي أن أتحمّله يوما بعد يوم للأسف.