حوار مع أحمد حمداوي، 40 سنة تجربة في السياحة الصحراوية: "شباب تمنراست باتوا يُستغلّون حتى من الإرهاب بعد ركود "القطاع - Radio M

Radio M

حوار مع أحمد حمداوي، 40 سنة تجربة في السياحة الصحراوية: « شباب تمنراست باتوا يُستغلّون حتى من الإرهاب بعد ركود « القطاع

Radio M | 27/09/21 22:09

حوار مع أحمد حمداوي، 40 سنة تجربة في السياحة الصحراوية: « شباب تمنراست باتوا يُستغلّون حتى من الإرهاب بعد ركود « القطاع

حاورته: كنزة خاطو

أكّد أحمد حمداوي رئيس جمعية الوكالات السياحية بتمنراست سابقا وأحد الوجوه البارزة والمنبوذة تارة ودائما مدافعة عن السياحية الصحراوية منذ سنة 1983، أنّ النهوض بقطاع السياحة أصبح قضية أمنية، خاصة وأنّ طوابير الشباب الذين كانوا يعملون في قطاع السياحة أمام محكمة الولاية، باتوا يُستغلّون من أشخاصٍ خطيرين وحتى الإرهاب.

وأبرز أحمد حمداوي في حوارٍ مع « راديو أم » أهمّ المحطات التي عاشتها المنطقة وكيف تحوّلت تمنراست مهد السياحة الصحراوية إلى قطاع منكوب والمرشدين السياحيين من أعين الدولة الساهرة على الأمن إلى بطالين أو مُدرّين للعملة الصعبة نحو الخارج.

 بدايتك في قطاع السياحة الصحراوية وواقعها منذ ذلك الحين ؟

لديّ خبرة 40 سنة في المجال، تخصّصنا عام 1983 في السياحة الاستقبالية. إلى غاية سنة 2010 السياحة الوطنية كانت تُمثّل 5 بالمئة من نشاطنا، كنّا نتعامل مع الوكالات السياحية الأجنبية بفضل الرحلات المباشرة من أوروبا.

سنة 1983 قرّرت فئة قليلة في المنطقة نظرا لغياب الفلاحة والصناعة وغيرها، الاستثمار في الطبيعة الإلهية، وخلق مناصب شغل ووكالات سياحية عائلية.

حتى سنة 2010 كان القطاع منتعشًا باستثناء فترة العشرية السوداء طبعا لأسباب أمنية.

في سنة 2010/2011 عرفت السياحة الاستقبالية تذبذبا بسبب المشاكل التي شهدتها دول الجوار وأثّرت سلبا على السياحة في المنطقة، لذلك حاولنا التركيز على السياحة الوطنية وحاولنا التنسيق مع السلطات المحلّية لتشجيعها.

نجحنا في ذلك نوعًا ما، لكن صراحة لم يكن هناك تجاوب ومرافقة من طرف الدولة.

انطلقتم من امكانيتكم المحدودة، لم يكن هناك دعم من طرف السلطات ؟

نعم، انطلقنا من امكانياتنا الخاصة، هناك من قان ببيع أراضيه لاقتناء سيارة وجمال، انطلقنا من الصفر ونجحنا في ايصال السياحة الصحراوية إلى العالمية. 

هل أنتم من كان يقوم بالترويج؟ 

طبعا نحن من كان يروّج للسياحة الصحراوية بإمكانياتنا الخاصة، إذ تنقّلنا إلى مختلف دول العالم، كنّا نغتنم فرصة للترويج للسياحة الصحراوية والوجهة الجزائرية. 

ففي 2009/2008 كانت رحلات مباشرة، وصرنا غير قادرين على استيعاب الكمّ الهائل للسواح الأجانب. 

هل توقّفت السياحة الاستقبالية تماما سنة 2010 ؟

بدأ ذلك تدريجيا، في 7 فيفري 2010 شهدت تمنراست حادثة، في ذلك الوقت بدأ التذبذب إلى أن توقّفت تماما السياحة الاستقبالية.

كيف أثّرت تلك الحادثة عليكم كوكالات سياحية ؟ 

في الحقيقة، نحن لم تستثمر كلّ إمكانيتنا فحسب، بل استُثمِرنا في هذا القطاع، قمنا بتكوين أطفالنا بهدف تسليم المشعل لهم. لكن للأسف لم يلقى ما أنجزناه تجاوبا من طرف السلطات.

كيف وصلت الوجهة الجزائرية للعالمية ؟

كنّا نغتنم فترة الصيف للترويج كما سبق وذكرت، حيث شاركنا في تظاهرات ومعارض دولية سياحية سنوات الثمانينيات.

أتذكّر يوما، سنة 1988 تنقّلنا إلى مدريد عاصمة اسبانيا، أين انعقدت الجمعية العامة للهيئة العليا السياحة، هذه الأخيرة كانت تبحث عن بديل للسياحة التقليدية (المالديف وغيرها)، اقترحنا عليهم السياحة الصحراوية.

وبالفعل، في سنة 1989 الجمعية العامة للمنظمة العالمية للسياحة عقدت هنا في تمنراست. 

هل نفهم من كلامكم أنّه هناك فرق في التعامل مع السياحة بين الهيئات الأجنبية والجزائرية؟

أكيد، نلقى تجاوبا مع الهيئات الدولية في هذا القطاع، عكس ما نعيشه على المستوى المحلي والمركزي، الإرادة الحقيقية للنهوض بالسياحة الصحراوية غائبة تماما.

نعود للواقع الذي عاشته السياحة الصحراوية، ماذا حدث بعد سنة 2010؟ 

حاولنا كما قلت تشجيع السياحة الوطنية، لتواجهنا أوّل مشكلة المتمثّلة في سعر التذكرة الباهض، ذلك طبعا لا يُشجّع على السياحة الصحراوية.

طرحنا هذه الإشكالية حينها، وتواصلنا مع المدير العام للجوية الجزائرية الذي وافق مبدئيا للتخفيض في تسعيرة التذكرة. 

دام ذلك أقلّ من أربعة أشهر، بعدها قرّرت الشركة وضع شروط تعجيزية بالنسبة لنا لا تشجّع على استمرارية استقبال السواح الجزائريين، خاصة وأنّ الوكالات السياحة هنا بالمنطقة كانت لديها برامج سياحية مُستمرّة مع الوفود السياحية حتى لو كانت صغيرة.

إلّا أنّ السياحة الوطنية تشهد حركية صغيرة أواخر شهر ديسمبر فقط، وكما تعلمون عدم الإستمرارية في استقبال السواح لا يُشجّع الوكالات.

هل طرحتم المشكل على السلطات ؟

في الحقيقة طرحنا المشكل على الوكالات السياحة في الشمال، خاصة وأنّ الوكالات السياحية في تمنراست لا يمكن أن تفتح مكاتب بالشمال والقيام بالترويج. 

وعليه من المفروض، الدور يقع على الوكالات السياحية في الشمال، أمّا دورنا يكمن في الاستقبال مثلما كنا نفعل مع الوكالات السياحية الأجنبية. 

لكن ماذا عن دور السلطات، هل كانت هناك مبادرات مثلا ؟

في سنة 2013، قامت وزارة السياحة بمبادرة مع الخدمات الإجتماعية الخاصة بالمؤسسات.

بالفعل، استقبلنا 12 مؤسسة عمومية مثل سونلغاز وكوسيدار وغيرها. إلّا أنّ الاتفاقية لم تدم طويلا ففي غالب الأحيان المشاريع تكون مرتبطة بالأشخاص، ما إن يتم إنهاء مهام الوزير تنتهي الفكرة.

كنتم تحاولون تشجيع السياحة الوطنية، لكن هل واصل السياح الأجانب المجيء ؟ 

نعم لكن بصفة محتشمة، لذا قمت بمبادرات لتشجيع السياحة الاستقبالية.

ففي سنة 2013، بالموازاة مع مبادرة الوزارة للخدمات الإجتماعية، كُلّفت من طرف الوزير للترويج للسياحة الصحراوية في سبع دول. 

أرسلت زملاء لي لعدد من الدول، وكُلفت شخصيا بباريس، لأن فرنسا مع كل الأسف هي الشريك الأساسي في مجال السياحة. لكن المبادرة لم تعطي نتيجة حسب تقييمي. 

ما هو السبب ؟

ذهبنا من أجل اقناع الأجانب هناك لزيارة الصحراء، لكنّ الأجانب هنا في الجزائر غير مسموح لهم بالخروج من العاصمة. في حين أوّل ما يفعله السائح الأجنبي عندما يُقرّر زيارة أيّة بلد هو الاتصال بالسفارة. 

لهذا راودتني فكرة، في تلك الفترة كانت هناك المدرسة النموذجية للنحت على الحجارة بتمنراست، في اطار اتفاقية جزائرية برازيلية، وكانت تربطنا علاقة صداقة مع السفير البرازيلي. 

في سنة 2016 نظّم السفير البرازيلي معرضا لبيع المنحوتات في العاصمة بمقرّ سكناه، طرحت عليه فكرة تنظيم رحلة خاصة للدبلوماسيين الموجودين في العاصمة ووافق. 

وفي 15 فيفري 2016 نظمتُ أمسية اعلامية في السفارة، أكّدت أن صفر خطر غير موجود في جميع أنحاء العالم، وأنّ الصورة التي رسمها الإعلام على الجزائر خاطئة.

عند نهاية الأمسية، نجحت في تسجيل 19 دبلوماسي. 

ما كان الهدف من ذلك هذه المبادرة ؟

لأنّ السفير هو من يترجم صورة بلدنا للأجانب من بلده. كان هناك من بقي يُصنّف الجزائر ضمن الخانة الحمراء.

بعدها عدت لولاية تمنراست للتحضير مع السلطات المحلية، ولقيت تجاوبا كبيرًا. وفي الفاتح مارس جاء الدبلوماسيين وبقوا هنا إلى غاية 6 مارس.

وفي 7 مارس 2016، تواصل معي السفير البرازيلي وطلب مني تكرار البرنامج في منطقة جانت لشهر أفريل.

في 2017 طرحت الفكرة على وزير السياحة، وافق لكن أنهيت مهامه وانتهت الفكرة.

في سنة 2018 و2019، استقبلنا سفراء آخرين من بينهم سفيرة كندا وكرواتيا، ذلك بفضل البرنامج الذي قمت به سنة 2016، لكنّ صوتي وحده لا يكفي يجب على السلطات الرسمية أن تعمل من أجل هذا القطاع. 

قدّمنا عديد الحلول لكن لا آذان صاغية. الحوار محدود أو منعدم على المستوى المحلي أو المركزي مقارنة بالثمانينات.

كنا نقدم أفكارا بالدليل والبرهان، لكنّ القطاع لم يلقى مكانته، ليس بالنسبة للسياحة الصحراوية فقط بل السياحة عموما.

اليوم العالم بأسره لا يتحدّث عن السياحة، بل عن الصناعة السياحية. 

هناك من يقول أنّ السلطات لا تريد أن يتفتح الجزائري على الآخر أي الأجنبي وهناك من يقول أنّ هناك تخوف من الأجنبي، ما رأيكم ؟

الإنسان الجزائري مثله مثل باقي البشر، يحبّ الإكتشاف، التعرف يهوى الرحلات في الجزائر وخارجها. 

أمّا بالنسبة للتخوّف، العالم اليوم أصبح بفضل التكنولوجيا ليس قرية فحسب، بل أكثر. 

لكنّ السبب حسب رأيي في ذهنية بعض المسؤولين التي بقيت متحجّرة للأسف. 

قابلنا حالات نعتبرها شاذة ولكن لا تُشجّع على المواصلة، بعض المسؤولين يعتقدون أنّنا نقوم بإعطاء معلومات للسياح الأجانب.

لكن في الحقيقة أعتقد أنّ المرشد السياحي يجب أن يتمتّع بمركز خاص، لأنّه سفير، فالسائح الأجنبي يتعامل مع السلطات في المطار فقط، بينما الوكالة السياحية سبعة أيام على سبعة و24 ساعة على 24 ساعة. لهذا لابدّ من خلق ثقة متبادلة مع الوكالات السياحية.

هل حاولتم محاربة هذه الذهنيات ؟ 

تعلمون جيّدا أنّ السلطات تعتمد سياسة الصم والبكم، نقدّم الحلول لكن عند التنفيذ تصطدم بعراقيل بسيطة لكنها لا تشجّع. 

مثلا، يوما ما استعمل مسؤول كبير هما بتمنراست كلمة جرحتني للغاية، قال لي بصريح العبارة: أسيادكم قادمين، كان يقصد السواح، هذه العبارة جرحتني كثيرا.

وعليه بالنسبة للسلطات تُطرح الحلول لكن تبقى مجرّد حبر على ورق، بسبب نقص الحوار والتشاور.

كم كان عدد الوكالات السياحية سابقا ؟

كانت هناك 85 وكالة سياحية معتمدة، و10 وكالات تنشط في مجال السياحة الصحراوية. 

ولاية تمنراست هي مهد السياحة الصحراوية، وقمنا بتصدير معرفتنا للخارج. في سنوات التسعينيات زملاء ذهبوا إلى موريتانيا واليمن وغيرها.

كم أصبح عدد هذه الوكالات اليوم ؟

ستتفاجأون، اليوم تضاعف العدد لكنهم ينظمون رحلات للخارج، في حين كنّا نحن من يجلب العملة الصعبة للجزائر.

كيف أثّر انعدام السياحة في تمنراست على الوكالات معنويًا ؟

ظروف صعبة جدا، عليكم أن تتخيّلوا كيف لموظّف كان يعمل معك لمدّة 20 سنة، صار بطّالا اليوم.

اليوم صرت أتفادى الذهاب إلى القرى والبادية لأنّهم يرون فيك حلّا لمشكلتهم المادية.

بالنسبة لنا، عملنا كان مصدر رزق، هواية ومتنفس. 

حاولت السلطة سابقا أن تعيّن وزراء سياحة من مناطق الجنوب للترويج للسياحة، لكنّ ذلك ربّما لم ينجح، مارأيك؟

في الحقيقة تمّ تعيين ثلاث وزراء منذ 2017 هم زملاء وأصدقاء طفولة. لكن حسب رأيي القضية ليست قضية أن يكون الوزير من الجنوب أو الشمال.

أعتقد أنّ المشكل في محيط الوزير ومستشاريه الذين يزوّدونه بالأفكار، يجب أن يكونوا أهل ميدان.

كذلك عدم الاستقرار في المنصب يلعب دورا مهما، فبغضّ النظر عن أشخاص الوزراء، قدّمنا مبادرات عديدة ما إن تدخل حيّز التنفيذ يتم انهاء مهام الوزير فينتهي كلّ شيء.

في سنة 2005 لأوّل الوزير شريف رحماني استعمل لأول مرة عبارة « السياسة السياحية »، وبدأ في التحضير لجلسات جهوية ووطنية، لكن المشروع انطفئ بعد رحيله.

كذلك مشكل القوانين، فمن غير المعقول أن نطبّق نفس القانون مثلا على عنابة والعاصمة وتمنراست، حيث أنّ لكلّ منطقة خصوصياتها.

بالنسبة لي لابدّ إعادة النظر في القطاع، ففي آخر تدخّل لي بصفتي رئيس جمعية الوكالات السياحية كان في ماي 2018، ذلك لأول مرة على مستوى البرلمان خلال يوم برلماني خاص بالسياحة.

حضرت اللقاء وقرّرت أن أكون صريحا و »عنيفا » نوعًا ما، قلت أمام الحاضرين ووبعد تدخّل الخبراء أنّ محكمة تمنراست تعرف طوابير من الشباب أغلبيتهم كانوا عاملين في قطاع السياحة، الآن أصبحوا بطالين بعد الركود الذي يشهده القطاع.

حاولنا لفت الانتباه لهذه القضية سنة 2013 أمام عبد المالك سلال الذي كان هنا في تمنراست، قلت له شخصيًا أنّ شغلنا الشاغل أصبح الشباب البطال الذي سيُستغلّ من أشخاصٍ خطيرين حتى الإرهاب.

وكرّرت هذا الكلام سنة 2018 أمام البرلمان، فالشباب البطال بات يُنقّب عن الذهب ويعرّض نفسه للخطر أمام عصابات خطيرة، إلى جانب خطر السّجن لأن السلطات تكافح هذه الظاهرة غير القانونية.

وجهت نداءً لرئيس الجمهورية على أن يكون قطاع السياحة أولوية جميع السلطات، الأمر يتعلّق بأمن الدولة، فنحن كنّا نساهم في الأمن بصفة غير مباشرة، الآن العصابات الخطيرة باتت تنشط بكلّ أريحية بسبب الفراغ القائم.

كنّا أعين الدولة في الميدان، ولعلمكم قضية 2003 واختطاف الرهائن الألمان كانت الوكالات السياحية في الخطوط الأولى، السلطات الأمنية حينها عملت بالتنسيق معنا. كما أنّني كنت مصدر النسخة الرسمية الجزائرية بعد أن تواصلت معي الصحافة الأجنبية والمحلية للاستفسار عن الحادثة. 

أخبرت الصحافة أنّ السواح الألمان جاؤوا بسياراتهم الخاصة وتوجّهوا إلى مناطق ليست تلك التي نعتمدها في برنامجنا كوكالات سياحية. السلطات حينها طلبت منا المساعدة وبالفعل عملنا معها،  استعملوا سياراتنا وشبابنا كانوا مع القوات الخاصة حتى حددنا موقعهم.

لهذا طلبت منذ بداية عملي في المجال أن يكون للوكالات السياحية والمرشدين السياحيين مكانة خاصة.

إذن تطلبون بأن يتجنّد الجميع للنهوض بالقطاع ؟

طبعا، لابدّ أن يتجنّد الجميع، والتعامل مع أشخاص لديهم خبرة في المجال، وأن تكون ثقة متبادلة سواء بالنسبة للسياحة الوطنية والاستقبالية.

يتكلّمون في تمنراست عن تجارة المقايضة والتجارة الخارجية وغيرها، بالنسبة لي إن بقيت السياحة غائبة لن تشهد المنطقة تنمية.

الجميع كان مستفيدا من السياحة حتى الموظّفين، هناك من كان يبرمج عطلته السنوية خلال الموسم السياحي.

هناك من يُرجع سبب ركود السياحة الصحراوية إلى رفض منح التأشيرات للأجانب، ما رأيكم؟

 التأشيرات كانت دائما تشكل لنا عراقيل، فخطاب الرسميين يقول أنّ الجزائر تطبق ما يسمى بالمعاملة بالمثل، لكن أطرح السؤال: يا هل ترى نحن من نحتاج للسياح أم العكس ؟ وعليه أظنّ أنه يجب أن نقدّم بعض التنازلات.

كما يجب على السلطات المحلية والدبلوماسية أن تؤدي دورها، الجزائر غائبة في الصالونات والمعارض الدولية. يجب أن تصبح السياحة قضية جوهرية.

ماذا عن الإعلام الجزائري، هل ساهم في الترويج للسياحة الصحراوية؟

هناك بعض المجلات المتخصصة فقط. كما أنّ مجموعة من الصحفيين حاولوا إنشاء جمعية خاصة بالسياحة لكن لم تنجح.

هل أنت متفائل بمستقبل السياحة الصحراوية ؟

صراحة لا، لأنّ أصحاب القرار عوض الخطاب الاستهلاكي، لا مبادرات على أرض الواقع تبعث في أنفسنا الأمل.

ربّما لم تتجندون بما فيه الكفاية لإسماع صوتكم ؟

وسائل الاعلام هي الوسيلة الوحيدة لذلك، لم تمرّ مناسبة دون أن نحاول لفت الانتباه، حتى صرت ذلك الشخص المنبوذ في بعض الأوقات.

كنتُ في لجنة الحملة الانتخابية لعبد المجيد تبون مع السيّد مرموري، التقيت تبون في تقصراين بالعاصمة، وعدنا بالنهوض بالقطاع، أظنّ أن لا أحد بامكانه أن يفعل أكثر من الرئيس.

نحن نتكلّم في كلّ مناسبة لكن الميدان لا شيء يُطبّق، لا نستطيع أن نحمل السلاح أنتم الإعلام سلاحنا.

اليوم بعد انتشار وباء الكوفيد تكلّم المسؤولين وقالوا أن القطاع بات منكوبا، في الحقيقة القطاع منكوب منذ سنة 2010.

ماذا عن البرلمان والمنتخبين المحليين والولائيين ؟

فيما مضى، منتخبينا يتحججون بأن القضية أمنية، إلى درجة أنّ الحديث والخوض في مسألة السياحة صارت من الطابوهات.

وعليه أتساءل لماذا أنشأت وزارة السياحة واستحدثت مديريات منتدبة؟ أنا بصريح العبارة لا أرى ضرورية هذه الوزارة والمديريات.

الأدهى والأمر، عدد الموظفين يتضاعف في حين السياحة راكدة.

هل لديكم أرقام عن حجم الخسائر ؟ 

في سنة 2009 و2010 استقبلنا ما يُعادل 9 آلاف سائح أجنبي، يدفع السائح الواحد بين تذكرة وبرنامج ما يعادل 800 أورو للأسبوع الواحد، رقم مهمّ جدا ويمكنكم تصوّر حجم الخسائر.

أشخاصٌ استثمروا كلّ ما لديهم والآن خسروا كلّ شيء، للأسف لم يتلقوا تعويض ولا أحد سأل عنهم. 

 ما هو النداء الذي توجّهه ؟

مهما كان، أنا مقتنع أن هذه المنطقة سياحية بامتياز، لابدّ من إرادة سياسية صريحة وواقعية، سياحة خاصة بنا ما دامت لنا التجربة الكبيرة. يجب أيضا إشراك المهنيين في القرار ومشاورتهم حتى في التشريع والقوانين. 

بالنسبة لي تمنراست بدون سياحة لن تعرف تنمية.