يَعتقِدُ الخبير الأمني والمراقب الدولي السابق في بعثة الأمم المتحدة للسلام، أحمد كروش، أنّ الرئيس الأمريكي المنتهية عهدته دونالد ترامب، خدم القضية الصحراوية من حيث لا يدري، على اعتبار أنّها باتت الآن محط أنظار واهتمام الصحافة الدولية التي ستسلط الضوء أكثر على حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره.
وأوضح كروش في تصريحات لـ »راديو أم »، أن توظيف ترامب لملف الصحراء الغربية كورقة للتطبيع بين المغرب والكيان الصهيوني، لن يغير شيء في القضية التي ستبقى مرتبطة بتصفية استعمار ومجدولة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، مبرزاً « الأكيد أنّ شعوب العالم ستبحث عن جذور وتاريخ القضية الصحراوية وتطوراتها وحق شعبها في تقرير مصيره ونيل استقلاله ».
أما عن تطبيع الدول العربية مع الاحتلال الاسرائيلي، يقُول المحلل في الشؤون الأمنية: « أعتقد أنّ إدارة ترامب ومنذ وصولها إلى البيت الأبيض وهي تعمل جاهدة على إرضاء تل أبيب، فكان ترامب طيلة أربع سنوات من ولايته تحت إمرة اللوبي الصهيوني من خلال التوقيع على عدة قرارات تخص القدس الشريف والمستوطنات، وصولا إلى التطبيع وما ترتب عنه من فتح للخطوط الجوية بين الدول المطبعة وإسرئيل، وغيرها من القرارات التي ستأتي في لاحق الأيام ».
ويؤكد كروش أنّ « ترامب جعل من فلسطين قضية عائلية، عندما أَوكل الملف لصهره جاريد كوري كوشنر، زوج إيفانكا ترامب وهو رجل أعمال ومستثمر أمريكي يهودي ». يضيف « المشكل أنّ الحكام العرب ذهبوا مسرعين إلى التطبيع مع الاحتلال الاسرائيلي بالمجان ومن دون أن يتنازل الاحتلال عن أي شيء لصالح الشعب الفلسطيني، الأكثر من ذلك أنّه جرى الإعلان عن التطبيع من خلال حساب ترامب على توتير من واشنطن، ما يعني أنّ الأنظمة العربية المُطبعة باعت القضية الفلسطينية وحتى سيادتها للأسف ».
بناءً على هذا المعطى يرى نفس المتحدث أنّ « كل هذا التطبيع جاء في إطار صفقة القرن التي تخدم اسرائيل، حتى أنّ ترامب وفي حملة الإنتخابات الأمريكية كشف أنّ 5 دول عربية جاهزة للتطبيع وبعد الإمارات والبحرين والسودان والمغرب لم يبقى إلى دولة عربية واحدة ستنكشف مع الأيام ».
ويبرز كروش في السياق « أما عن المغرب الذي تتقاسم معه الجزائر حدوداً برية، فلم يكُن خافياً أنه يقيم علاقات مع الكيان الصهيوني، وهذا الأمر معروف لدى العام والخاص، وجرى الإعلان عنه وترسميه فقط من طرف الإدارة الأمريكية ».
وذكر في السياق » في اعتقادي هذا الواقع لن يغير شيء في مواقف الجزائر وإنما على من سارعوا إلى التطبيع وانفضحوا أمام شعوبهم بأنهم باعوا سيادتهم للكيان الصهيوني ».