اتّهم وزير خارجية تونس الأسبق احمد ونيس، النظام العسكري الجزائري في تبخّر الحلم المغاربي، في قوله إنّ « المملكة المغربية لم تُحطّم الخيار المغاربي بتطبيعها مع إسرائيل، بل النظام العسكري الجزائري من بخّر حلم الإتحاد المغاربي ».
ولم يكتفِ الديبلوماسي التونسي الذي شغل منصب وزير للخارجية في حكومة غنوشي سنة 2011 عند هذا الحدّ من التصريحات، بل صوّب أصابع الاتهام إلى النظام العسكري الجزائري، قائلاً إنّه « انقلب على المغرب وتونس بعد نهاية الفترة الإستعمارية، وافتكّ منهما مئات الكيلومترات من الصحراء ».
وأضاف الديبلوماسي أنّ « الحبيب بورقيبة رئيس تونس آنذاك رضخ للجزائر، في حين قرّر حسن الثاني عدم الرضوخ، لتشنّ الجزائر ضده الحرب التي لا تزال قائمة إلى اليوم ».
وواصل احمد ونيس قائلا: » كنت أتمنى من النظام الجزائري بعد الحراك الشعبي، أن يتخذ القرار الديمقراطي الصحيح، وفتح المسار لبناء المغرب الكبير ».
للإشارة، لم يكن الديبلوماسي التونسي الوحيد في تصويب أصابع الإتهام للجزائر، خلال الفترة الأخيرة، إذ أحدثت تصريحات الرئيس التونسي الأسبق منصف المرزوقي، حول النظام في الجزائر، جدلا واسعاً وردود أفعال كبيرة مُستهجِنة، خاصّة في قوله إنّ « النظام الجزائري قد أجرم في حق شعبه والاتحاد المغاربي والشعب الصحراوي ».
كما اتّهم مرزوقي الجزائر بتأجيج التوتر القائم في الصحراء الغربية، الأمر الذي لم يمرّ برداً وسلاماً على الحكومة الجزائرية التي ردّت على على لسان وزير الطاقات المتجدّدة شمس الدين شيتور شيتور في قوله: « إنّ تصريحات منصف المرزوقي ضد الجزائر سيئة وغير مناسبة وتجاوزت حدود الحرية واللباقة لأسباب غير أخلاقية وغير عقلانية وغير مبررة ».
وأشار المسؤول الحكومي إلى أنّه « مهما كان سوء تلك التصريحات فإن العلاقات التونسية الجزائرية تبقى في القمة وهي علاقة دولتين شقيقتين على جميع الأصعدة لا يأتي المرزوقي لتشويهها أو قطعها أو شيء من هذا القبيل ».
من جهة أخرى، ردّ الدبلوماسي الجزائري والوزير السابق عبد العزيز رحابي، على الرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي، مُؤكّدا أنّه « على عكس ما يشاع تم الاتفاق على أن بناء الاتحاد المغاربي يخلق شبكة من المصالح المشتركة بين دول المنطقة ويساعد في حل النزاع، وفي هذا الإطار استقبل الملك محمد السادس وفدا صحراويا رفيعا في سنة 1989 ».
وأشار رحابي إلى أنّ « المغرب تعنت وتراجع عن اتفاق مراكش، ومع ذلك أصبح يعتبر الموقف المبدئي الجزائري هو سبب الانسداد، وأكثر من ذلك المغرب يعتبر الموقف المبدئي للجزائر عدوانيا، مع أنه يعرف جيدا موقف الجزائر، ومع ذلك يطالبها بالتنازل عن شيء ليس ملكا لها. المغرب هو الذي جمد المشاركة في نشاط الاتحاد المغاربي. »