روبرتاج: "راديو آم" تزور ضحايا الحرائق في القرى الجنوبية لبومرداس - Radio M

Radio M

روبرتاج: « راديو آم » تزور ضحايا الحرائق في القرى الجنوبية لبومرداس

Radio M | 05/08/23 11:08

روبرتاج: « راديو آم » تزور ضحايا الحرائق في القرى الجنوبية لبومرداس


عاشت قرى إيمغنينن وتعزيبت وإيحسامن… ببلدية الناصرية، ولاية بومرداس، « ساعة شعرت فيها بنهاية العالم » على حد تعبير من إلتقيناهم أثناء زيارتنا المنطقة، بعد الحريق الذي مر عليها، ذات إثنين، 24 جويلية، منتصف النهار
الأربعاء، 02 أوت، مر أكثر من أسبوع عن تلك الكارثة الطبيعية، لكن المساعدات تأخرت والعائلات المنكوبة طال صبرها. فجهود المتضامنين من كل جهات الوطن متجهة أساسا نحو قرى توجة، بولاية بجاية، حيث إرتفعت حصيلة الضحايا إلى 34 قتيلا
حوالي الثانية زوالا، الشمس محرقة، حين بلغنا مدخل بلدية الناصرية. توقفنا عند أول محل تجاري: من أين الطريق إلى قرية إيمغنين؟ يتقدم منا أحد الجالسين أمام مدخل المحل: « اصعد مع هذا المنعرج وستجد مقهى على اليسار… واصل السير على طول الطريق الرئيسية دون أي دوران ». الطريق تنذر فعلا بنهاية العالم. ألسنة النيران دخلت البيوت في كل مكان، واللون الأسود حل محل الطبيعة الخضراء التي نراها من الطريق الوطني رقم 12 وتريح كل من تعودوا على سلكه للتنقل بين العاصمة و بومرداس وتيزي وزو وحتى المسافرين الى بجاية وجيجل وغيرهما من الولايات البعيدة عن العاصمة
أول محطة صادفتنا قبل الدخول إلى قرية إيمغنينن، هي مركز المراقبة للجيش الوطني الشعبي. إعتقدناه مهجورا من هول الخسائر التي خلفتها الحرائق في مرافقه. وما عدا الحواجز الاسمنتية القائمة وسط الطريق، فلا أثر للجنود في هذا الموقع، لكن السكان أكدوا لنا أن أفراد الجيش العاملين في المركز عادوا إليه في نفس اليوم، بعدما غادروه رفقة السكان، باتجاه مقرهم المركزي الكائن بثكنة ال »رادار » في أعلى قمة بالمنطقة
الحريق لم يخلف خسائر بشرية هنا في قرى بلدية الناصرية، أو لعزيب نزعموم، التسمية الأصلية التي يفضلها السكان هذه المنطقة الحدودية بين ولايتي تيزي وزو وبومرداس. أما الخسائر المادية في البيوت وفي الحدائق، فيصعب تعويض ضحاياها. « هناك عائلة مازالت إلى الآن تبيت في سطح مسكنها. لقد فقدت كل أثاثها، من الأواني البلاستيكية إلى المجوهرات، ناهيك عن الافرشة والالبسة  » يقول شاهد عيان، دون أن ينسى الصدمة النفسية لدى الأطفال. « إحدى بنات العائلة التي أكلت النيران كل مسكنها قالت لي بالأمس أنها مازالت ترى العقارب تهاجمها » يضيف محدثنا
ويصف رئيس لجنة قرية إيمغنينن، ما عاشه رفقة أهله ب »نهاية العالم الحقيقية » فالحرائق تتكرر كل عام تقريبا، لكن حريق هذه المرة « لم نر مثله من قبل، بالنظر لقوة الرياح. رأينا النار لأول وهلة في جهة تعزيبت (أسفل إينغنينن بمسافة بعيدة) في حدود العاشرة صباحا، وحدود الحادية عشر وصلت إلى قريتنا وفي ظرف ساعة تقريبا التهمت كل هذه المساحة وهذه البيوت التي ترونها » يقول المتحدث. وكيف تمت السيطرة على الحريق؟ يجيب شباب القرية دفعة واحدة تقريبا « لم نسيطر عليها، بل إلتهمت ما استطاعت وانطفأت بشكل طبيعي. حاولنا إطفاءها بما نملك من وسائل، لكن جدوى، والحمد لله شبابنا تحولوا بالحكمة فراحوا يخرجون الأطفال والنساء من البيوت ونقلهم إلى ثكنة « الرادار » بمساعدة من أفراد الجيش الوطني الشعبي ». ا
أما رجال المطافئ فوصلت شاحناتهم من ولايات نعامة والمدية وعين الدفلى « لكن في ساعة متأخرة من المساء » تقول شاهدة عيان أخرى. العائلات المنكوبة هنا في قرية إيمغنينن هي خمس، وعددها أكبر في تعزيبت وإيحسامن. بينما توفي مواطن في قرية إيوانوغن، القريبة من المنطقة، لكنها تابعة لبلدية يسر. الضحية غامر بحياته لفتح حنفية خزان المياه وسط النيران ولم يتمكن من الخروج منها سالما، ليلفظ أنفاسه في المستشفى

محمد أ