أثار الإعلان الرسمي للتطبيع بين المملكة المغربية والاحتلال الاسرائيلي تحت رعاية الرئيس الأمريكي المنتهية عهدته دونالد ترامب، ردود فعل سياسية جزائرية، سيما أن اتفاق التطبيع وظفت فيه ورقة « الصحراء الغربية » التي يُطالب شعبها بحقهم في تقرير المصير. وذكر الحزب أنّ تغريدة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المنتهية عهدته، التي أعلن فيها التطبيع الرسمي بين الرباط وتل أبيب « لن تغير من جوهر القضية على أرض الواقع، بل إنها ستؤكد شعورا عاما بأن تؤاطؤ جزء من المجتمع الدولي كان سببا أساسيا في تعميق معاناة الشعب الصحراوي وإطلاق يد الاحتلال المغربي في ارتكاب المزيد من الاعتداءات والانتهاكات ». ووفق بيان الأفلان فإن « ما عجز الاحتلال المغربي عن تحقيقه على أرض الصحراء الغربية لن يفلح بنيله بعد تغريدة الرئيس المنتهي ولايته، بل إنها ستزيد من قناعة الشعب الصحراوي وإصراره على المقاومة والنضال حتى تقرير المصير، لأن إنكار الحقوق لا يزيد أصحابها إلا عزما وصلابة ».
على الجهة المقابلة، دعت حركة البناء الوطني، التي يقودها المرشح الرئاسي السابق، عبد القادر بن قرينة، الشعب المغربي ونخبه الحية أن لا تقبل ببيع الحق الفلسطيني في أي ظرف من الظروف ومن أية حكومة أو سلطة كانت. وأشارت الحركة في بيان لها اليوم الجمعة 11 ديسمبر أنّ “قضية الصحراء الغربية قضية احتلال وتحكمها مواثيق الشرعية الدولية، وفلسطين قضية الأمة الإسلامية المقدسة، وكما سقط ترامب ستسقط قراراته وتتحطم مشاريعه في إدخال المنطقة إلى نفق الصراع والتوترات.”
من جهة أخرى قال رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري “إن مسارات التطبيع الخفية والعلنية القديمة بين المغرب والكيان الصهيوني معروفة، مبرزا أن المبتلَى في هذه القضية هو حزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة في الجارة الغربية في إنتظار ما سيصدر عنه من مواقف.
في المقابل ذكر حزب الحرية والعدالة، أنّ التطبيع بين المغرب والكيان الصهيوني « سيشكل بالتأكيد، تهديدا كبيرا لأمن الدولة الجزائرية »، مشيرا إلى أن « معالمه الأولى ظهرت مع افتتاح الامارات العربية المتحدة لقنصلية في مدينة العيون المحتلة، وهـا نحن نعيش فصله الثاني في الاعلان عن إقامة علاقات كاملة بين المخزن والصهاينة ». وذكر البيان أن « هذه الأحداث تؤكد أن الجزائر باتت مستهدفة اكثر من أي وقت مضى، مع ما يشكله الواقع المفروض من استدراج واضح، ستكون فيه الجزائر وجيشها اذكى من الوقوع في فخه ». في السياق دعا حزب الحرية والعدالة « كل القوى الوطنية والكيانات السياسية، إلى الوحدة ورص الصفوف وتقوية الجبهة الداخلية اكثر، لمجابهة هذه الأخطار الغير مسبوقة في حدودنا الغربية » بالإضافة إلى « نبذ كل الخلافات السياسية والتركيز على مواجهة التحديات الكبرى التي تواجه الجزائــر ».