دعا الفريق السعيد شنڨريحة، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، اليوم، خلال زيارة عمل وتفتيش إلى قيادة الدرك الوطني، المواطنين أن « يتحلوا بالمزيد من الوعي واليقظة والتبصر، ويحرصوا على الابتعاد عن كافة أشكال ومظاهر التهويل والإثارة، وتحكيم العقل بدل العاطفة، ونبذ التصرفات غير المسؤولة التي تهدم ولا تبني، ولا تخدم سوى مصالح أعداء الشعوب »، وفقا لبيان وزارة الدفاع الوطني، وذلك في أول تعليق أمني رسمي على حادثة بلدية مشدالة بولاية البويرة.
الفريق، سعيد شنقريحة، وان لم يذكر القضية بالاسم، خلال كلمة توجيهية ألقاه في لقاء مع الإطارات والمستخدمين، بُثت إلى كافة وحدات هذه القيادة عن طريق تقنية التحاضر المرئي عن بعد، إلا أنه أعرب عن وده » التطرق اليوم إلى قضية أخذت في الآونة الأخيرة أبعادا مقلقة، ألا وهي ظاهرة الانسياق الأعمى وراء الإثارة والتهويل الإعلامي، على مواقع وشبكات التواصل الاجتماعي والإعلام المرئي، الذي يصاحب بعض الظواهر الاجتماعية السلبية، أو الأحداث المعزولة، وما ينجر عنها، من جدل عقيم، ومزايدات من شأنها تهييج الرأي العام الوطني وتأجيج النعرات، وتجذير التناقضات بين مكونات المجتمع الواحد »، في إشارة الى الجدل الواسع الذي صاحب تلك الفيديوهات والصور للحفل الفني الذي اقيم بقرب مسجد بلدية مشدالة وخطاب إمامه الذي أدان الحفل باستعمال مكبر الصوت.وهو ما اعتبره شنقريحة » أمرا خطيرا يهدد السلم الاجتماعي والنظام العام، ويندرج دون أدنى شك في سياق المؤامرات، التي تحاك ضد بلادنا، من أجل زرع بذور الفرقة وإدامة مسببات التخلف، وإشغال فئات المجتمع بعضها ببعض، وتفتيت مكوناته، بل وتفجيره من الداخل، ليسهل التغلغل فيه وتزداد قابليته للتهجين والاحتواء ».وقال شنقريحة ، أن » معظم الخبراء في الفضاء السيبراني يجزمون بوجود تطبيقات وبرمجيات من الذكاء الاصطناعي، تم تصميمها على أساس دراسات نفسية جد متقدمة، لذهنية وعقلية الشعوب المستهدفة، غايتها توجيه رأيها العام والتلاعب به، عبر نشر كل ما يفرق ويخلق بلبلة بين مختلف مكوناتها، من جهة، ومن جهة أخرى، التعتيم المقصود على كل ما هو إيجابي ويحقق توافقا ويوحد هذه المجتمعات ».
مؤكدا أنه يعتقد أنه » ينبغي على الجميع، من أعوان الدولة، وأعضاء المجتمع المدني، والأعيان وقادة الرأي والنخب، والأئمة ورجال الدين، استنهاض الهمم وتوعية الشباب، وأخذ مثل هذه الظواهر، على محمل الجد، والعمل بتضامن وتكاتف، على وأدها في المهد، لكي لا ينتشر لهيبها وتعم الفتنة البلاد ».