يعتقد الأستاذ أحمد عظيمي، الخبير في الشؤون العسكرية، أن التطبيع المغربي-الاسرائيلي أو « القران الرسمي »، كما أسماه يخفي إرادة لتفتيت الدول الكبيرة في المنطقة للحفاظ على التفوق العسكري لإسرائيل .
وقال عظيمي في تصريح لوكالة الأنباء الجزائر « لقد نبهنا لهذا الأمر كثيرا ومنذ سنوات » مشيرا إلى أن « هدف إسرائيل هو السيطرة الكاملة على كل المنطقة من المحيط إلى الخليج واستغلالها اقتصاديا لصالحها ولصالح حلفائها ».
في السياق نفسه، ذكر الخبير بأن « العلاقات بين الكيان الصهيوني والقصر الملكي في المغرب ليست جديدة، ولا نتيجة موجة ما يسمى بالتطبيع في المنطقة العربية، بل تعود إلى نهاية الخمسينيات »، مذكرا في هذا الشأن بما » نقلته بعض المصادر عن فتح جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) لمكتب سري في الرباط.
وأشار الخبير الى أنه يمكن » سرد الكثير من المعلومات والأدلة عن هذه العلاقات المتينة وعن التعاون العسكري بين الطرفين كمساعدة خبراء إسرائيليين للقصر الملكي في إقامة الجدار العازل في الصحراء الغربية »، مما يعني حسبه أن الزواج كان قائما منذ بداية ستينيات القرن الماضي، وأن ما تم في الآونة الأخيرة، هو مجرد عقد لقران رسمي تأخر فقط ».
وبشأن تأثير قرار الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته ،دونالد ترامب، الاعتراف بـ »سيادة » المغرب المزعومة على الصحراء الغربية المحتلة قال إنه « لا أثر ولا تأثير له »، لثلاثة أسباب: أولها، أن « القضية الصحراوية مسجلة لدى كل الهيئات الدولية على أساس أنها مسألة تصفية استعمار، وبالتالي قرار رئيس دولة حتى ولو كانت عظمى، لن يغير من طبيعة القضية ».
والسبب الثاني- يضيف الخبير عظيمي- يتعلق بالوضع الداخلي الأمريكي، حيث تمثل عهدة الرئيس ترامب، » فترة حكم سوداء في تاريخ هذا البلد الديمقراطي »، مستشهدا بتوقعات جل المتتبعين للشأن الأمريكي التي تشير إلى » أن هذه الفترة ستوضع بين قوسين وسيسعى حكام أمريكا (الجدد) للعمل على أن لا تتكرر في المستقبل ». وتوقع عظيمي أن » كل القرارات التي اتخذت، خلال حكم ترامب سيعاد فيها النظر أو تلغى أو يتم تجاهلها ».
والسبب الثالث، أن » هذا القرار جاء، كوسيلة لتضليل الرأي العام المغربي وجعله يرى في المقايضة السياسية (إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل مقابل الاعتراف بمغربية الصحراء الغربية والمساعدات المالية والعسكرية)، فائدة كبيرة للمغرب الذي يعيش ضائقة مالية وانهيارا اقتصاديا غير مسبوق ».
وقال عظيمي إن مصداقية الاتحاد الإفريقي، في نظره، هي » اليوم على المحك فإما أن يقوم بدوره كمنظمة إقليمية تسعى لفك النزاعات ومعالجة الأزمات وفق ما يفرضه القانون الدولي أو الصمت أمام الاعتداء المغربي على أرض ليست أرضه ».