فرنسا تعد للمرة الثانية برفع السرية عن الأرشيف ، هل هو تهديد "لخونة الثورة " - Radio M

Radio M

فرنسا تعد للمرة الثانية برفع السرية عن الأرشيف ، هل هو تهديد « لخونة الثورة « 

Radio M | 10/12/21 13:12

فرنسا تعد للمرة الثانية برفع السرية عن الأرشيف ،  هل هو تهديد « لخونة الثورة « 

أعلنت، صباح اليوم، وزيرة الثقافة الفرنسية، « روزلين باشلو »، خلال نزولها ضيفة على قناة « بي آف آم » إن فرنسا قررت رفع السرية عن أرشيف الثورة التحريرية 15 سنة قبل الآجال المحددة قانونيا.

وبهذا التصريح، تكون فرنسا، قد وعدت لثاني مرة رفع السرية عن أرشيف الثورة، التي طالبت به الجزائر رسميا، أرشيفا كاملا، مع استرجاع جماجم جميع شهداء ثورة نوفمبر.

ففي شهر مارس من العام الجاري، كانت قد أعلنت الرئاسة الفرنسية أن الرئيس ماكرون  » اتخذ قرارا بالسماح لخدمات المحفوظات بالمضي قدما اعتبارا من الأربعاء برفع السرية عن وثائق مشمولة بسرية الدفاع الوطني حتى ملفات عام 1970″ ، بما فيها أرشيف الثورة الجزائرية ما بين 1954-1962.

وكانت عديدة وسائل الاعلام الرسمية،  قد أبدا حذرا شديدا من هذا القرار ، بالرغم من الترحيب الذي أبداه عدة باحثين ومهتمين بالتاريخ، إلا أنهم أبدوا بعض الحذر بسبب طبيعة الأرشيف الفرنسي الذي وصفوه بالملغم، إضافة إلى كون الرئيس الفرنسي يتعاطى « رمزيا » مع ملف الذاكرة.

حيث علقت يومها، جريدة « الشعب » العومية، بالقول أن  » قرار الرئيس الفرنسي لا يرقى إلى مطالب الجزائر في ملف الذاكرة والتي تشدد على استعادة الأرشيف الوطني المنهوب « كاملا » وتعويض ضحايا تفجيرات التجارب النووية في الصحراء الجزائرية ومعالجة شفافة لملف المفقودين واستكمال استرجاع رفات شهداء المقاومة الشعبية ». وأضافت الجريدة الحكومية بأن السلطات الفرنسية لم توضح « الفترة الدقيقة للأرشيف الذي سيتاح الاطلاع عليه.. ما إذا كان سيقتصر على أرشيف الجيش الفرنسي وأجهزته القمعية، أم سيشمل الأرشيف الوطني الجزائري الذي تمت سرقته ».

وكان المجاهد بن يوسف ملوك، من الأوائل الذين كشفوا ما « وصفهم بالخونة وسط سلك القضاء « ، قبل أن بتعرض لمضايقات ومسائلات عديدة، خاصة خلال مسيرات الحراك الشعبي.

ويندرج قرار الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون برفع السرية عن أرشيف الثورة الجزائرية ضمن مساعي معالجة ملف الذاكرة بين فرنسا والجزائر، وكان المؤرخ الفرنسي بنجمان ستورا قد قدم تقريرا نهاية يناير الماضي إلى الرئاسة الفرنسية يحمل 22 مقترحا من بينها فتح الأرشيف والكشف عن حقيقة مقتل المحامي وأحد قادة الحركة الوطنية الجزائرية علي بومنجل.

وكان ماكرون، قد استقبل مؤخرا عائلة بومنجل بفرنسا وقدم لهم تفاصيل حول حقيقة مقتل جدهم، بالإضافة إلى رفع السرية عن أرشيف الثورة، وكان قبلها قد تسلمت الجزائر جماجم قادة الثورة الشعبية الجزائرية التي كانت بمتحف الإنسان بباريس.

في حين تمر العلاقات الثنائية بين الجزائر وفرنسا، مرحلة اضطراب وجمود، وتراشق بالتصريحات، وصلت لحد حظر الجزائر لمجالها الجوي، في وجه الطيران العسكري الفرنسي، وسحب سفيرها بباريس.

وكان الرئيس عبد المجيد تبون، قد استقبل أول أمس، وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي، الذي أعلن أنه في مهمة « إذابة الجليد بين البلدين ».

سعيد بودور