تثير الطريقة التي أنهيت بها مهام مديرة مجمع « صيدال » فطوم أقاسم التساؤل حول مدى قدرة أي كفاءة جزائرية، مهما كانت شهادتها وخبرتها، على تحقيق النجاعة في أعلى مناصب المسؤولية
فطوم أقاسم أول إمرأة تعين على رأس مجمع « صيدال »، وكان ذلك في 11 فيفري من عام 2020. « أكثر من 20 سنة خبرة مهنية وشغلت عدة مناصب في الشركة. حاملة شهادة دكتوراه في الصيدلة من جامعة مونتريال الكندية وشهادة ماستر في إدارة الأعمال من جامعة ليل الفرنسية. تعيين رئيسة على رأس إدارة الشركة سابقة ستبقى محفورة في سجلات مجمع صيدال ». هكذا قدم بيان المجمع خبر تعيين فطوم أقاسم في منصب الرئيس المدير آنذاك
وفي تاريخ 04 ديسمبر 2021، نالت فطوم أقاسم تكريما خاصا يتمثل في وسام الاستحقاق الوطني الذي يمنح بمرسوم رئاسي. كما اختارت المجلة الاقتصادية الأمريكية « أمريكان فروبس » فطوم أقاسم ضمن المسيرين ال100 الأحسن في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
كل هذا لا يعني أن فطوم أقاسم ستخلد في منصبها على رأس مجمع « صيدال »، بل العكس. فقد قضت ثلاث سنوات، وهي فترة معقولة مقارنة بمسؤولين تمت إقالتهم بعد أشهر قليلة من تعيينهم. لكن سبب الإقالة هو الذي يطرح الاشكال، حيث وبخها الوزير، علي عون، على المباشر وهددها بالإقالة كونها لم تنفذ تعليماته بتغيير المديرين الذين أمرها بتغييرهم
علي عون تم تعيينه على رأس وزارة الصناعة الصيدلانية في سبتمبر من العام الماضي قبل أن يتولى حقيبة الصناعة ككل. ولم يتأخر كثيرا لإيقاف عمل فطوم أقاسم الذي نال رضا الرئيس نفسه بما انه منحها وسام الاستحقاق الوطني. وقد يكون هذا القرار بمثابة عثرة ستبقى تلاحق علي عون في منصبه إلى غاية رحيله وتبقى « صيدال » وغيرها من الشركات الوطنية والطاعات الوزارية رهينة مزاج الأشخاص وممارسات عمرت طويلا وقضت على روح المبادرة عند الانسان الجزائري
محمد إيوانوغان
