توقف اليوم رسميا نشاط الجمعية المسيحية « كاريتاس » مثلما أعلنت عنه الكنيسة الكاتوليكية الجزائرية بتاريخ 27 سبتمبر المنقضي
وإضطرت الكنيسة الكاتوليكية لتوقيف نشاطها الخيري تحت عباءة « كاريتاس الجزائر » تنفيذا ل »أوامر السلطات الجزائرية، دون توضيح الجهة التي راسلت الكنيسة في الموضوع. وقالت مصادر من الكنيسة ل »راديو » أن أمر الغلق جاء عبر مراسلة مكتوبة لم تمنحنا فرصة الطعن والبحث عن السبب، وأحلتنا هذه على الأمينة العامة للجمعية، السيدة غرازييلا، المخول لها الحديث في الموضوع. لكن هذه الأخيرة أحالتنا بدورها على الأسقف جون بول فيسكو الذي رفض الادلاء بأي تصريح، قائلا « لقد إخترنا عدم الادلاء بأي تصريح في الموضوع والاكتفاء بالبيان الذي أصدرناه سابقا ». ا
وكان جون بول فيسكو قد صرح لصحيفة « لوموند » الفرنسية أن السلطات الجزائرية بررت قرار توقيف نشاط « كاريتاس » بكونها « جمعية غير مرخصة ». وأوضح الأسقف أن هذه القضية بدأت شهر فيفري الماضي، حيث قال « حاولنا منذ شهر فيفري أن نوضح للسلطات الجزائرية أن « كاريتاس الجزائر » ليست جمعية قائمة بذاتها، بل هي مصلحة في جمعية الأساقفة الجزائريين، لكن دون جدوى ». وأضاف أسقف الجزائر لنفس الصحيفة « إعتقدنا في البداية أن الادارة الجزائرية أخلطت بين شبكة « كاريتاس » العالمية ولذلك لم نعد نستعمل منذ مدة هذا الاسم، لكن ذلك لم يكف ونحن لا نريد أن ندخل في صراع مع السلطات الجزائرية »
مواصلة العمل في صمت
وقررت الكنيسة الكاتوليكية إذن « مواصلة عملها الخيري بشكل آخر » يقول جون بول فيسكو، معتبرا ما يحدث بمثابة « بداية مرحلة جديدة ». حيث مرت « كاريتاس الجزائر بعدة مراحل منذ نشأتها ذات 28 جوان من عام 1962، لتحصل على الاعتماد في 17 أوت من عام 1966. ثم تحولت إلى مصلحة أسقفية في 23 جويلية من عام 1977، لتصبح مصلحة بينية للأساقفة الجزائريين، حيث تضم اللجنة الوطنية لمصلحة « كاريتاس الجزائر » ممثلين عن أساقفة وهران والجزائر العاصمة وقسنطينة والأغواط وغرداية، ويترأس هذه اللجنة كبير الاساقفة، جون بول فيسكو، الذي عين من جهته الأخت لورانس هوارد كمنتدبة مكلفة بأوضاع المرأة ومساعدة المهاجرين
كما تعمل « كاريتاس الجزائر » مع الحركة الجمعوية، خاصة جمعيات الأحياء، منها جمعية « أس أو أس باب الوادي » أو مكتبة بن شنب بالقصبة ومجموعة « أصدقاء بلا حدود » الكائن مقرها في مقر « كاريتاس » بالأبيار… ومؤخرا أنشأت المصلحة مركزا لاستقبال المهاجرين، بحي بلوزداد، بالضبط في شارع نصيرة نونو
كل هذه النشاطات، جعلت « كاريتاس الجزائر » ترتقي إلى صف « الجمعيات الجد مهمة » على حد تعبير الأسقف فيسكو، الذي ختم حديثه مع لوموند قائلا « سنعمل دون ضجيج في المستقبل » خاصة وأن السلطات الجزائرية، والسلطات الأمنية خاصة، أظهرت حساسية كبيرة إتجاه الحركة الجمعوية وفرضت رقابة شديدة على اكبر الجمعيات، حيث إعتقلت العديد من المناضلين الجمعويين، منهم رئيس جمعية « أس أو أس باب الوادي »، ناصر مغنين، وكل قيادة حركة راج، التي إنتهت بغلق مقرها ومنع نشاطها من قبل المحكمة الادارية. وصدر مؤخرا قرار آخر بوقف نشاط جمعية « صحة سيدي الهواري » بوهران