تناقلت مصادر عدة، خبر، مرافقة كبير حاخامات اليهود بفرنسا، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارة الدولة التي ستقوده للجزائر، بداية من هذا الخميس ولمدة ثلاثة، نحو العاصمة وهران وتلمسان.
وأكدت مصادر ديبلوماسية ل »راديو »، أن كبير حاخامات الجالية اليهودية بفرنسا الحاخام حايم كورسيا (59 سنة) سيكون ضمن الوفد الفرنسي الرفيع المستوى الذي سيحل بالجزائر على رأسهم وزيرة الخارجية ووزير الداخلية الفرنسي.
وان كان الحاخام حايم كورسيا، من مواليد مدينة ليون الفرنسية (23 سبتمبر 1963) ، إلا أن والده ينحدر من مدينة وهران ووالدته من مدينة تلمسان، من أبوين هاجرا نحو الجزائر ضمن يهود السفاريد خلال فترة الاستعمار الفرنسي كمعمرين.
كما عمل كورسيا كملحق ديني عسكري، ونال نيشان جوقة الشرف من رتبة ضابط في الجيش الفرنسي في سنة 2015، ونيشان الاستحقاق الوطني من رتبة ضابط في 2012، ووسام جوقة الشرف رتبة فارس من الجيش الفرنسي في سنة 2006.
ويعد حاييم كورسيا، الحاخام الأكبر لفرنسا، انتخب من قبل مجلس الجالية اليهودية بفرنسا في جوان 2014، كزعيم للجالية اليهودية في فرنسا، وعمل كقسيس يهودي في الجيش الفرنسي وشغل أيضا منصب رئيس المدرسة الحاخامية.
وسبق لوزير الداخلية الجزائري الاسبق ، نورالدين يزيد زرهوني، أن رافق وفد عن المعمرين الفرنسين لاقامة حج « افرييم انكاوا » بمدينة تلمسان، كما سمحت السلطات بدفن رفاة الفنان اليهودي روجي حنين بمقبرة اليهود بالعاصمة.
ويعرف عن الحاخام حايم كورسيا ، موافقه السياسية المساندة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، ومواقفه العدائية من حقوق الشعب الفلسطيني في اقامة دولتهم المشروعة.
وفي المنطقة المغاربية، تسمح تونس بإقامة حج اليهود بمنطقة الغريبة بجزيرة جربة، دون الاعتراف ب »دولة إسرائيل » والابقاء فقط على الطابع السياحي الديني للحدث، مقابل اعتراف المغرب بها واعلان التطبيع والسماح بإقامة حج الهيلولة، ومد جسور تعاون ثقافي وتجاري وسياسي وعسكري.
كورسيا وموشيه سباغ: الحاخامان المثيران للجدل في الساعة الاعلامية العربية
وسبق أن أثار لقاء الحاخامان الكبيران في فرنسا، حاييم كورسيا وموشيه سباغ مع مسؤولَين سعوديَين، وهما الدكتور محمد العيسى والدكتور خالد بن محمد العنقري، جدلا واسعا في الاوساط الاعلامية والسياسية العربية. ويشغل العيسى منصب الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، وشغل في وقت سابق منصب وزير العدل السعودي، وكان أيضاً مستشاراَ كبيراَ لدى ملك السعودية. أما العنقري فهو سفير السعودية في فرنسا ووزير التربية السعودي سابقاً، وقد استجاب كلا المسؤولَين السعوديَين لدعوة الحاخام “كورسيا” وأجريا زيارة تاريخية إلى أكبر كنيس في باريس Victoire” LA » كما حلا ضيفين لدى الحاخامين كورسيا وسباغ.
وفي مقابلة مع وسائل الإعلام الإسرائيلية، قال الحاخام سباغ: “إنه كان اجتماعاً ودياً وحميماً وليس رسمياً، وتعد السعودية دولة صديقة إسلامية ومحافظة”، مصيفاً أن “اللقاء كان هاماً، وقد فتح الحديث وتم تبادل الآراء أمام كلا الجانبين ». وتابع سباغ: “استغرقت الزيارة إلى الكنيس ساعتين تقريباً، وعرفناهما على الكنيس وشرحنا لهما علامات اليهودية ورموزها »، مشيراً إلى أنها كانت المرة الأولى التي يزور فيها هذان المسؤولان كنيساً، فهي كانت بمثابة عالم جديد بالنسبة لهما، تعرفا فيها على الديانة اليهودية”.
وقد عرض حاخام الكنيس الكبير في باريس على الممثلَين السعوديَين توراة عمرها مئتي عام مكتوبة على جلد غزال لونه أحمر، وقال: “شعرت بأن هذه الزيارة تشكل حدثاً تاريخياً، كان يهمني أن تتخذ السعودية فكرة جديدة، وأن تشعر بأننا دولة تفتح أبوابها لكل الأديان ».
سعيد بودور