وجه الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، يوم أمس دعوة للرئيس عبد المجيد تبون، لزيارة باريس هذا الجمعة لحضور قمة حول الأزمة الليبية.
وأوضح بيان لقصر الإليزيه قرأه أحد المستشارين أن » الرئيس عبد المجيد تبون وجهت إليه دعوة لحضور مؤتمر لمساعدة ليبيا سيجرى يوم الجمعة المقبل ».
وتأتي هذه الدعوة للرئيس عبدالمجيد تبون، لزيارة العاصمة الفرنسية باريس، الثانية من نوعها، بعد تلك الموجهة له شهر مارس من العام الماضي، من طرف الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون ، » بعد استقرار الأوضاع الراهنة المتسمة بانتشار فيروس كورونا.. ».
وأعلن يومها، بيان رئاسة الجمهورية الجزائرية أن » الرئيسين تبون وماكرون أجريا مكالمة هاتفية وصفت بـ » المطولة »، وجّه فيها الرئيس الفرنسي دعوة للرئيس تبون للقيام بزيارة دولة إلى فرنسا، والذي رحب بالدعوة ووعد بالقيام بها بعد تحسن الأوضاع، على أن يحدد موعدها باتفاق الطرفين.. ».
تقارب، ووّد، وصداقة، وتفاهم وتنسيق، وتناغم ، سرعان، ما أفسدت جريدة « لوموند » ذلك » الغرام السياسي »، حين راحت تنقل تفاصيل تصريحات الرئيس الفرنسي ماكرون، خلال لقائه 18 طالباً وشاباً فرنسياً من أصول جزائرية، ومن مزدوجي الجنسية، وجزائريين يقيمون في فرنسا، بالقول أن » لديه اتصالات جيدة مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، لكن الأخير يعيش ضمن نظام صعب ». وقال: » نحن نرى النظام الجزائري متعبا والحراك أنهكه ، لدي حوار جيد مع الرئيس تبون، لكني أرى أنه عالق في نظام صلب (متحجر) للغاية.. »، وهي العبارة التي أثارت جدلا واسعا، قال عنها محللون أن ماكرون » تحييد الرئيس تبون ووضعه خارج سياق الوصف الذي أورده للنظام في الجزائر ».
وأضاف ماكرون أن « النظام الجزائري العسكري عمق الكراهية اتجاه فرنسا لدى الجزائريين » ، واعتبر أن » المشكلة لم تنشأ مع المجتمع الجزائري في أعماقه، ولكن مع النظام السياسي العسكري الذي بُني على هذا الريع من الذاكرة ».
وهو ما أعقبه استدعاء السفير الجزائري لدى باريس احتجاجا على تلك التصريحات ، مقابل غلق المجال الجوي على الطيران العسكري الفرنسي.
في حين، قال نهاية الأسبوع عبدالمجيد تبون في حوار أجراه مع أسبوعية « دير شبيغل » الألمانية أنه « لن يكون أول من يتخذ الخطوة لاستئناف الاتصالات مع فرنسا، وإلا سيخسر كل الجزائريين ». وأوضح الرئيس تبون أن « تصريحات ماكرون خطيرة للغاية، مسّت كرامة الجزائريين »، مضيفاً أنه » لا يجب المساس بتاريخ الشعوب، ولن يقبل بأية إهانة للجزائريين »، إضافة إلى أن هذه التصريحات « أجّلت تسوية الخلاف بين البلدين على المدى القصير »، مستبعدا عودة العلاقات السياسية ما بين البلدين على المدى القصير.
ورداً على سؤال حول مكانة الجيش في السلطة، وهيمنته على صناعة القرار، والظهور المستمرّ لقادة عسكريين على التلفزيون ، قال تبون : « هذا الأمر تغير تماماً، والجزائر ليست دولة عسكرية، على العالم أن يفهم ذلك « ، قائلا: « أنا وزير الدفاع، أنا من قرّر غلق المجال الجوي في وجه فرنسا والمغرب، وأنا من عيّن قائد الجيش ، وهو يعمل تحت سلطتي « ، لافتاً إلى أن « جهاز المخابرات لم يعد تابعاً لمؤسسة الجيش، وهو تابع لرئاسة الجمهورية وسلطته المباشرة ».
في حين جدّد أمس، الرئيس الفرنسي موقفه الإيجابي في شخص عبدالمجيد تبون، الذي وصفه من قبل بـ » الرئيس الشجاع »، من خلال الاستجابة لتصريحاته الأخيرة للأسبوعية الألمانية، ليبادر بالصلح ، المقترن بتجديد الدعوة لشخص الرئيس تبون لزيارة باريس. فماذا وراء هذا حرص ماكرون على لزيارة تبون بباريس.
سعيد بودور