مع تحركات الربع ساعة الأخيرة لترامب... أي مستقبل للعلاقات الجزائرية -الأمريكية؟ - Radio M

Radio M

مع تحركات الربع ساعة الأخيرة لترامب… أي مستقبل للعلاقات الجزائرية -الأمريكية؟

Radio M | 12/12/20 14:12

مع تحركات الربع ساعة الأخيرة لترامب… أي مستقبل للعلاقات الجزائرية -الأمريكية؟

وجّه الرئيس الامريكي دونــــــــالد ترامب مع نهاية عهدته الانتخابية، أنظاره صوب دول المغرب العربي، من خلال رعاية اتفاق التطبيع بين المغرب والاحتلال الصهيوني، مستخدما قضية الصحراء الغربية كورقة للتفاوض، وهو ما ينذر بتحولات كبيرة ستشهدها المنطقة، لم تتضح معالمها بعد

ومطلع شهر سبتمبر الماضي، خلفت زيارة وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر إلى كل من الجزائر، تونس، المغرب، عدّة نقاشات سياسية وأمنية حيال تداعياتها المستقبلية على المنطقة المغاربية من حيث التوقيت وكذا الرسائل المباشرة والمبطنة التي بعث بها المسؤول العسكري الأمريكي

ويزور المسؤولون العسكريون الأميركيون باستمرار تونس والمغرب اللتين يربطهما بالولايات المتحدة تعاون دفاعي، لكن زيارة إسبر الجزائر هي الأولى لوزير دفاع أميركي منذ عام 2006

وتذهب عدة قراءات للتأكيد أن العلاقات الجزائرية- الأمريكية، لن تكون كما كانت عليه، قبل 10 ديسمبر2020، إذ قالت سارة يركس، عضو ببرنامج الشرق الأوسط التابع لـ »مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي » أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتأييد سيادة المغرب على الصحراء الغربية، من المرجح أن تتسبب باحتكاك مع الجزائر، ويعرض العلاقات الأمريكية مع الجزائر للخطر بشكل كبير

وأضافت يركس في حديثها لصحيفة « نيويورك تايمز »، أنه على الأقل حتى 20 يناير 2021، عندما يؤدي الرئيس المنتخب جو بايدن اليمين الدستورية رئيسا لأمريك

وتابعت سارة يركس إن قرار ترامب يعد في الوقت الراهن مجرد بيان يمكن لبايدن أن يقول بسهولة بشأنه إن إدارته لا توافق عليه، وتؤيد تسوية تتفاوض عليها الأمم المتحدة

إلى ذلك، أوضحت الصحيفة أن قرار ترامب يضع الولايات المتحدة على خلاف مع الرأي العام العالمي، ويهدد بتحول الصراع لحرب مفتوحة، وإذا تجددت الحرب في الصحراء الغربية يمكنها أن تجتذب تدخل دول أخرى، وتحولها إلى صراع إقليمي، ويمكن أن يؤدي عدم الاستقرار والحرب إلى فتح أبواب « للجماعات الإرهابية » في غرب إفريقيا، كما حدث في العديد من البلدان الأخرى

في نفس السياق، كتب الاستاذ الجامعي، محمد بن عزوز في منشور على « فايسبوك » أن « وضعنا الداخلي في ظل أزمة كورونا والأزمة الاقتصادية وأزمة تسيير المرحلة مع مرض الرئيس أربكت السلطة في تسيير الشأن العام على المستوى المحلي وعلى المستوى الاقليمي، وقد كان لهذا الموقف آثار سلبية تم استغلالها بصورة ذكية من الطرف الاجنبي، وقد نبهنا أصحاب تسيير الشأن العام للتداعيات التي سوف تظهر من خلال زيارة وزير الدفاع الامريكي وما أنجر عنها من خلفيات

وذكر الاستاذ بن عزوز « عندما عبرت الجزائر عن موقفها اتجاه عملية التطبيع مورس عليها التطبيع عن طريق فرض الرعاية الامريكية على العلاقة المغربية الاسرائيلية ونقلها الى العلن، وفي نفس الاتجاه ومن أجل تقسيم الادوار في المنطقة براعية أمريكوا امارتية، تحاول فرنسا ممارسة الضغط على الجزائر من أجل الحصول على مكاسب وتغيير الاتجاه الذي تحاول الجزائر رسمه عبر الاتحاد الافريقي وهو الذي لن يحصل أبدا ما دامت الآلة الفرنسية تعمل في المنطقة

ويعتقد المتحدث، أن هذه التطورات تفرض « سلطة منتخبة تعبر عن موقف الشعب وحكومة منتخبة نابعة من الخيارات الشعبية ودستور يعبر عن السيادة الشعبية ومؤسسات قوية من أجل حلحلة الأوضاع تقدم الحكومة برنامجها الذي يستمد من الارادة الشعبية وتعمل على تحقيقه، لكن بين الفعل والطموح مساحات لا يمكن ردمها إلا بالعودة إلى السيادة الشعبية تمكن اصحاب القرار المنتخبين تقديم رؤية يتقاسم اعباؤها المجتمع ككل، وخصوصا الاقتصادية والاجتماعية منها لأن السنوات القادمة تنبأ بوضع لا تتحمله أي سلطة مهما كان شعارها

على الجهة المقابلة، قال الدبلوماسي الأسبق، عبد العزيز رحابي على حدود الجزائر الصفقة الثلاثية بين دونالد ترامب الرئيس الأمريكي المنتهية عهدته و المغرب واسرائيل، تؤثر على مصداقية الولايات المتحدة الأمريكية ولا تغير الوضع القانوني للصحراء الغربية، أكثر مما غيرته قرارات ترامب حول القدس الشريف والجولان السوري