بعد انتشار العديد من الشائعات، في الأسابيع الأخيرة، حول وصوله الوشيك إلى الجزائر، تم تعيين فرانسوا غوييت رسمياً من قبل الرئيس إيمانويل ماكرون خلال مجلس الوزراء، سفيرًا لفرنسا في الجزائر، بدلاً من سلفه كزافييه دريانكور، الذي بلغ سن التقاعد.
ويبدو أن الاختيار على السفير فرانسوا غوييت الذي يعمل منذ 2016 في العاصمة السعودية الرياض، لم يكن من محظ الصدفة، والهدف هو تجاوز فترة البرود الدبلوماسي بين باريس والجزائر، على مدار عام ونصف أي منذ انطلاق حراك 22 فبراير 2019 ورحيل الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة.
وعمل غرييت من قَبلْ كسفير لفرنسا في تونس لمدة أربعة أعوام ، بعد أن شغل نفس المنصب لثلاثة سنوات في ليبيا، وقبلها كان في الإمارات العربية المتحدة. هو متحدث جيد للغة العربية وقد عمل أيضًا مستشاراً للسفارة الفرنسية في دمشق، ونيقوسيا وكان على علاقة جيّدة مع الصحافيين الفرنسين والعرب في باريس عندما شغل منصب نائب مدير عام المكلف بالإعلام بداية التسعينيات.
والسفير الفرنسي الجديد في الجزائر من مواليد 1956 لأب عاش في الجزائر بولاية بجاية بالتحديد، وهو متزّوج وأب لثلاثة أولاد ، متحصل على العديد من الشهادات من بينها ماجستير في القانون العام، إضافة إلى شهادة عليا من المعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية عربية فصحى، شهادة في الترجمة عربي-فرنسي. يتحدث إلى جانب العربية: الإنجليزية واليونانية والتركية.
ومن دون شك، سيُمهد وصول فرانسوا غرييت لعملية تطبيع جديدة في العلاقات الثنائية بين البلدين، بعد العديد من العثرات التي شهدتها مرحلة تولي سلفه للمنصب المعروف بأنه ذو حساسية عالية بسبب العلاقات التاريخية بين الجزائر وباريس، بدليل أن السلطات الجزائرية استدعت دريانكور ثلاث مرات في غضون شهر للاستنكار والاستفسار حول تصريحات فرنسية.
والأكيد أنه من بين أهم الملفات العاجلة التي سيجدها فرانسوا غوييت على مكتبه، هي الأزمة الليبية، التي تفاقمت في ظل تصعيدات الأطراف المتنازعة ورغبة دول أبرزها تركيا في التدخل العسكري، في هذا البلد الغني بالنفط، ما جعله عرضة للأطماع منذ سقوط نظام الراحل العقيد معمر القذافي.
