اعتبر الوزير السابق نورالدين بوكروح، أنّ « الخيارات المستقبلية التي ستترك لأرض الأمير بعد نفاذ البترول قليلة جدا، بل هي اثنان فقط حيث أن المستقبل الجزائري يتأرجح بين أفغانستان طالبان وكولومبيا المخدرات بين يدي شيخي « البوشي » الذي سيطلق سراحه وسيأخذ هو مكانه في زنزانته بتهمة المساس برموز الدولة ».
وفي مقال نشره على صفحته الفايسبوكية بعنوان « الأمير عبد القادر ومستقبل الجزائر »، يرى بوكروح أنّ النائب البرلماني السابق نورالدين آيت حمودة « لا يجب أن يحاكم قضائيا لأنه لم يرتكب في رأيه مخالفة جنائية أو جريمة، ولا توجد أي مادة في قانون العقوبات يمكن الاستناد عليه لإدانته. يوجد فقط سوى استياء شعبي شرعي بعد تلفظه بالخلاصات والأحكام الخاطئة والمغلوطة التي أسسها على قراءاته الناقصة قصدا لأرشيف موجود حقيقة ».
وأضاف الوزير السابق أنّ « أيت حمودة ارتكب حماقة كبيرة، لكن يمكن الحكم عليها بألف طريقة أخرى غير السجن، ومن بين هذه الطرق النقاش والأجوبة الموثقة والشجب وحتى السكوت والاستعلاء. أما أن يدفع غرامة او يزج به في السجن، فهذا لن يغير قناعاته المبنية على الجهل والخفة، ولن تغسل شرف الأمير من الإساءة التي لم تمسه في الحقيقة لأنه بعيد بآلاف السنوات الضوئية عن المستنقع الذي أراد العربيدان جره إليه ».
وواصل بوكروح: « يجب تحرير نورالدين آيت حمودة كما نفعل مع طفل غير راشد لا يسأل أمام القضاء وتركه يواجه الحكم العام »، مُردفًا: « لا يليق أن نتحدث عن الأمير عبد القادر في قاعة المحكمة، وكأنها قضية من قضايا فساد أو سرقة أو قتل ».
ويرى نورالدين بوكروح أنّ » الأمير لا يحتاج إلى طرف مدني يرفع قضايا للدفاع عنه. فهو ليس ملك أحفاده، او وزارة المجاهدين او الدولة الجزائرية ولا حتى الجزائر لأن الكثير من البلدان تبنته وجعلوه محل احترام شعوبها وإعجاب نخبها ».
وقال الوزير السابق في مقاله إنّ » قرنا ونصف القرن مضى على وفاة الأمير عبد القادر، بعد أن عاش حياته في الدار الدنيا بين المعارك العسكرية والسعي الروحاني الميتافيزيقي ». مشيرا: « وفجأة، يخرج أحدهم من العدم الأزلي ليزج باسمه ورمزيته في مستنقع السياسة السياسوية الجزائرية وكأنه « رونان » (وهي كلمة يابانية يوصف بها « ساموراي » لا قضية له يخدمها)، وظن هذا « الرونان » الجزائري نفسه في مجال التاريخ، شيرلوك هولمس، وهي شخصية مفتش خيالية برع في مجال البحث البوليسي، وبقي اسمه لامعا إلى يومنا هذا ».
وكتب بوكروح طويلا عن مسار الأمير عبد القادر، قبل أن يقول « ها هو اليوم يدنس في « الجزائر الجديدة » التي حملت معها كل المفارقات وكل البهدلات وضربات الجنون من كل الجهات… جزائر « جديدة » يتنافس عليها سلطة مقطوعة من الشعب، تفتخر بأن وضعت الأقلية على ظهر الأغلبية وتسيرها، سلطة تغلبت عليها « شيمة » عدم الكفاءة المدقعة التي جعلتها لا تعرف سوى لغة القمع والعنف ».
وأردف: « ومن الجهة الأخرى، قرامطة خرجوا من عمق العصور الوسطى متلبسين بالديمقراطية المعاصرة والذين يعملون من الخارج على إسقاطها (أي السلطة) في بحر من الدم، تحت انظار القوات الأجنبية اليقظة لما يحدث عندنا ».
و « إن الخيارات المستقبلية التي ستترك لأرض الأمير بعد نفاذ البترول قليلة جدا، بل هي اثنان فقط حيث أن المستقبل الجزائري يتأرجح بين أفغانستان طالبان وكولومبيا المخدرات بين يدي شيخي « البوشي » الذي سيطلق سراحه وسآخذ مكانه أنا في زنزانته بتهمة « المساس برموز الدولة ». »
وختم نور الدين بوكروح بالقول: « الفريقان (السلطة والقرامطة) سيتفاهمان جيدا، وسيكونان سمنا على عسل، لأن الطالبان لهم مهارة كبيرة في استعمال الافيون الديني وزراعة الافيون الحقيقي التي يستمدون منها أموالهم أساسا ».