أوقفت الشرطة بغلظة شديدة الصحفية كنزة خطو، من دائرة البرامج السياسية في « راديو آمْ » يوم الجمعة 14 ماي حوالي الساعة 1.30 ظهرا وسط الجزائر العاصمة٠ وكانت كنزة خطو تغطي مسيرة الحراك الشعبي كعادتها كل أسبوع٠
كما أُوقفَ 15 صحفيًا ومصورًا عدة مرات خلال يوم الجمعة قبل إطلاق سراحهم مع اقتراب موعد سريان حظر التجول٠ ومن هؤلاء الموقوفين « ليندا عبو » من راديو آمْ ، و »خالد درارني » مقدم برامج إذاعية، و »سيد أحمد بلوشاني » المصور في (راديو آمْ و مغرب إيمارجون)٠
تلقّت كنزة خطو معاملة فريدة من نوعها٠ فقد نُقلت على متن سيارة مموّهة، وظلّت محتجزة في مكان سري طيلة اليوم٠ وقدّر وكيل الجمهورية أنه من الضروري ابقائها رهن التوقيف تحت النضر، على أساس عرضها على النيابة يوم الأحد 16 ماي٠
لا شيء يبرر هذا القرار٠ فقد أُوقفتْ كنزة خطو وهي تؤدي واجبها الصحفي٠ وكانت ضحية توقيف شديد الخشونة على مقربةٍ من محطة مترو تافورة، وهو المسار المعتاد للمتظاهرين كل يوم جمعة٠
وإلا كيف نفسّر هذا التكالب على هذه الصحفية تحديدا؟ إن لم يكن تبريرا لما تكون قد تعرّضت له من معاملة مذلّة خلال توقيفها؟
ولا علم لنا حتى الآن بالأسباب التي دفعتْ إلى وضع كنزة تحت النظر ٠
إننا نرفض لحد الساعة وفي هذه المرحلة من القضية أن نربط التكالب على هذه الصحفية بانتسابها إلى هيئة تحرير « راديو آمْ »، وهي وسيلة إعلامية إلكترونية تتعرض لضغوط متعددة الأوجه لدفعها إلى التخلي عن خطها التحريري وتغطيتها أحداث الحراك والأخبار الأخرى، إضافة إلى إتاحتها مساحة للنقاش السياسي الحر٠
وهذا كله قد يكون عنصرا يزيد من خطورة الانتهاك٠ إن الصحفية التي لم تمتنع عن تقديم الضمانات التي تطلبها العدالة تجد نفسها محرومة من حريتها في قضية تتعلق بممارسة مهنتها ليس إلا٠
إن إدارة « راديو آمْ » على اتصال بمجموعة المحامين الذين يذودون عن معتقلي الرأي لضمان الدفاع المناسب عن كنزة خيتو٠
وقد تنقّلت المحامية زبيدة عسول الى مكان التوقيف بعد الكشف عنه، ولكنها حُرمت هي وأسرة الصحفية من حق الزيارة قبل انقضاء 48 ساعة٠
يقف « راديو آمْ » ومعه جميع فرق التحرير والزملاء الصحافيون مجندين من أجل الإفراج عن كنزة خطو وإعادة إرساء حرية ممارسة الصحافة، التي اُنتهكتْ أيضًا بسجن الصحفي لجريدة (ليبرتي) رابح كارش في تمنراست٠
إن ترهيب الصحفيين ومضايقتهم لن يمنع من تداول مشاهد الجزائريين في المسيرات لتكون شاهدة على ما يدور في المجال العام٠
حان الوقت لكي يتوقف هذا الانحراف الذي يهدف لتكميم أفواه الصحفيين٠ يجب أن يعود حكم القانون٠ فكنزة ليست مجرمة ومكانها لا يمكن أن يكون في أي حال من الأحوال في مركز شرطة لمدة 48 ساعة٠
إطلقوا سراحها٠٠٠