إسبانيا تقاطع مناورات "الأسد الافريقي" بالمغرب..هل هي رسالة تهدئة مع الجزائر - Radio M

Radio M

إسبانيا تقاطع مناورات « الأسد الافريقي » بالمغرب..هل هي رسالة تهدئة مع الجزائر

Radio M | 18/06/22 11:06

إسبانيا تقاطع مناورات « الأسد الافريقي » بالمغرب..هل هي رسالة تهدئة مع الجزائر

للسنة الثانية على التوالي، قاطع الجيش الإسباني مناورات الأسد الافريقي التي تجريها القاعدة الأمريكية بإفريقيا « افريكوم » بالمغرب واجزاء من الأراضي الصحراوية ، لأسباب لم تكشف عنها رسمياً.

ونقلت جريدة “بوبليكو” الإسبانية، أن إسبانيا لن تشارك للمرة الثانية على التوالي، في مناورات “الأسد الإفريقي 2022″، رغم تحسن العلاقات بين الرباط ومدريد، حيث من المنتظر أن يتم تنظيم هذه المناورات السنوية في المغرب، في الفترة من 20 جوان إلى 1 جويلية المقبل.

و على الرغم من أن العلم الإسباني عرض رسمياً على الموقع الرسمي الأمريكي لتمرين الأسد الأفريقي الذي يحتضنه المغرب، ويعد أكبر استعراض أمريكي للقوة في شمال إفريقيا، إلا أن مصادر إعلامية إسبانية، كشفت أن إسبانيا لن تكون مشاركة في المناورات.

وحسب ما أوردته صحف إسبانية، نقلا عن مصادر قالت أنها من هيئة الأركان العامة للدفاع، فإن إسبانيا لا تعتزم المشاركة في النسخة الحالية من مناورات الأسد الأفريقي. ومع ذلك ، أدرجت أفريكوم – القيادة العسكرية الأمريكية لأفريقيا – العلم الإسباني كواحدة من اثني عشر دولة ستشارك.

وكشفت الجريدة الرقمية بوبليكو، نقلا عن مصادر بوزارة الدفاع الإسبانية، أن مدريد قررت عدم المشاركة في مناورات “الأسد الإفريقي 2022″، وأوضحت المصادر ذاتها، للجريدة الإيبيرية، أن إسبانيا تخطط مسبقاً لأجندة المشاركة في المناورات واللقاءات العسكرية الدولية، ولم تبرمج المشاركة في هذه المناورات واستبعدت ربط ما يجري بالتطورات السياسية الجارية في غرب البحر الأبيض المتوسط.

من جهته، قال أكرم خريف ، الصحفي والباحث الجزائري المتخصص في الشؤون العسكرية ومدير موقع « مينا-ديفونس »، أن « إسبانيا ترفض المشاركة للمرة الثانية على التوالي لنفس السبب،  وهو كون الجيش الاسباني يمتنع عن المناورة في الصحراء الغربية خشية ان يعتبره المجتمع الدولي كاعتراف ضمني بمغربية الصحراء »، مضيفا أن  » ولو في الحقيقة المناورة لاتجرى على التراب الصحراوي المحتل بل على تراب منطقة عسكرية مغربية لها جزء موجود في الصحراء ، من جهة ثانية يمكن اعتبار المقاطعة محاولة تهدئة مع الطرف الجزائري ».

وبخصوص علاقة تغيير إسبانيا لموقفها الرسمي من نزاع الصحراء الغربية لصالح المغرب وتأثير المقاطعة على علاقتها بالجزائر ، يرى أكرم خريف أن  » إسبانيا ربما تحاول بذلك تفادي التصعيد مع الجزائر »، على اعتبار أن  » هذا التمارين لن يغير شيء بالنسبة للجيش الاسباني لاسبانيا » ، و  » تتفادى توتر الاوضاع أكثر مع الجزائر « .

وتقول الصحيفة الإسبانية « بابليكو » ، أن إجراء المناورات بالصحراء الغربية “تم إيقافها أخيرًا بضغط من الولايات المتحدة » رغم أنه قبل فترة وجيزة، اعترف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بالسيادة المغربية على الأراضي الصحراوية.

« وهكذا سعت المملكة المغربية إلى إظهار دعم دولي واضح للسيطرة على الصحراء في خضم حرب مفتوحة بعد انهيار وقف إطلاق النار بين المغرب وجبهة البوليساريو”، تضيف الصحيفة المذكورة.

جدير بالذكر، أنه في السنوات السابقة، « شارك الجيش الإسباني في الأسد الإفريقي »، كما أكدت المصادر التي تحدثت للصحيفة.

وأبرزت وكالة الأنباء المغربية الرسمية، قبل أيام قليلة، أن المناورات ستجرى في مناطق القنيطرة وأكادير وطانطان وتارودانت والمحبس، هذه الأخيرة، تقع داخل أراضي الصحراء الغربية، وهي أيضًا قريبة جدًا من الحدود مع الجزائر.

وفي المقابل، فإن موقع “أفريكوم” الرسمي يؤكد أن التدريبات تقتصر على مناطق القنيطرة وطانطان وبن جرير، وهي مناطق تابعة للمغرب.

وبحسب “أفريكوم” ذاتها، فإن أكثر من 7500 جندي من البرازيل وتشاد وفرنسا وإيطاليا وهولندا والمملكة المتحدة والمغرب والولايات المتحدة، سيشاركون في هذا الحدث العسكري.

وتتم هذه المناورات العسكرية في وقت أزمة بين الحكومة الإسبانية والجزائر، بالموازاة في نفس الوقت مع توتر واضح بين المغرب والجزائر، الذي يمشي على وقع خطى سباق تسلح للقيادة الإقليمية بين المغرب والجزائر.

س.بودور