أعلن عبد المجيد تبون في حلقته الصحفية الأخيرة عن عزوفه عن التحالفات الحزبية واستبعد تأسيس حزبا رئاسيا. وبالموازاة عادت فكرة توحيد صف الطبقة السياسية إلى الواجهة عبر نداءات أطلقتها وجوه حزبية
الأفالان وجه عبر مكتبه السياسي نداء ل »جبهة داخلية للدفاع عن مؤسسات الدولة ». وهي فكرة تذكرنا ب »مبادرة الجدار الوطني » التي أطلقها الأمين العام الهارب حاليا، عمار سعداني، خلال العهدة الرابعة لبوتفليقة. ا
وجاء نداء المكتب السياسي للافالان بعد خطاب أمينه العام، ابو الفضل بعجي، الذي اعتبر فيه دور الأحزاب ضروري لتحقيق التنمية في أي بلد في العالم. وألقى بعجي خطابه بمناسبة مؤتمر حركة البناء التي القى رئيسها بدوره نداء لتوحيد عمل الطبقة السياسية
وثالث مبادرة سياسية صدرت هذه الأيام، جاءت من الافافاس الذي جدد في تصريح لأمانته الوطنية استعداده ل »الانخراط في أي مسار سياسي يسمح بإعداد عقد تاريخي من أجل استكمال المشروع الوطني ». ا
وكان الأرسيدي السباق للإعلان عن إتصالات مع مختلف الفاعلين السياسيين من أجل الاتفاق حول قواسم مشتركة من أجل احترام الحريات وفتح المجال السياسي والاعلامي. وكان ذلك عبر حوار مع قناة « بربر تيفي »، ليلي هذا الإعلان بيان مشرتك بين الارسيدي وحزب العمال والاتحاد من أجل التغيير والرقي، يعلن عن تنصيب « لجنة تفكير حول الوضع السياسي الراهن ». ا
هذه المبادرات تعيدنا إلى نفس المشهد الذي كان سائدا في السنوات الأخيرة من عهد بوتفليقة، حيث كان الرئيس غائبا وأحزاب التحالف الرئاسي تائهة. فيما كانت المعارضة تجتمع في إطار ما عرف بأرضية مازفران. وبين الطرفين بقي الأفافاس ماسكا العصا من الوسط، حيث استقبل عمار سعداني في مقره بشارع سويداني بوجمعة وعرض عليه مبادرته المعروفة ب »مبادرة الورقة البيضاء ». كما استجاب الأفافاس لدعوة المشاركة في ندوة مزافران، لكنه اكتفى بعرض مبادرته وانسحب
ونفس الموقف يمكن استنتاجه من تصريح الامانة الوطنية للافافاس هذه المرة، حيث وعد ب »تقديم بديل سياسي من شأنه أن يرقى بالجزائر إلى مصاف القوة الاقليمية ». ا
وجه الشبه الآخر بين المبادرات السياسية الراهنة وتجربة 2014، أن السلطة لم تتجاوب مع المعارضة، ما جعل هذه الأخير تنقسم في النهاية مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية. في حين بقيت مبادرات أحزاب التحالف الرئاسي مجرد خطابات تخويفية من المعارضة ومن أي محاولة تغيير سياسي، في صورة كانت تعكس الانسداد الحاصل في السلطة حول رهان خلافة بوتفليقة. ا
اليوم، تبون يمتع بكامل قواه الجسدية ويستطيع مخاطبة المواطنين والخروج للقائهم ولقاء الاحزاب… لكنه فضل التزام مكتبه والاكتفاء بلقاءات صحفية دورية لإطلاع الرأي العام عن خطواته ومساعيه المستقبلية. كما سبق له أن خصص استقبالات فردية لزعماء العديد من الأحزاب والشخصيات السياسية. لكنها بقيت مجرد استقبالات لا تختلف عن استقبال رئيس نادي باريس سان جيرمان الفرنسي، رغم الآمال التي علقها عليه ضيوفه وإعلانهم كلهم أنهم لمسوا لديه نية الذهاب إلى حوار سياسي
محمد أ
