وُري أمس الجمعة بباريس، جثمان المناضل السياسي بيار أودان نجل شهيد الثورة الجزائرية موريس أودان، إلى مثواه الأخير بمقبرة بانتان بالعاصمة الفرنسية.

وسار وراء الجنازة أصدقاء الراحل ومحبوه من المناضلين الجزائريين والفرنسيين، كما نظم عدد من المناضلين اليسارين وقفة تأبينية لروح الفقيد، أمام النصب التذكاري لوالدة موريس أودان وسط الجزائر العاصمة، في غياب الرسميين.
ولغاية كتابة هذه الأسطر، لم تقدم رئاسة الجمهورية التي تعمل على استرجاع أرشيف الثورة وانتزاع اعتراف فرنسي لجرائمها بالجزائر، ولا وزارة المجاهدين وذوي الحقوق ولا المنظمة الوطنية للمجاهدين ، ومنظمات ابناء الشهداء وغيرها واجب العزاء في وفاة أبناء أحد أهم أيقونات الثورة الجزائرية.
ورغم ذلك، سجلت جنازة المناضل بيار أودان، حضور السفير الجزائري في باريس سعيد موسى الذي قدم واجب العزاء لعائلة الفقيد.
في حين نعى نشطاء جزائريون بيار أودان نجل المقاوم الشهير موريس أودان خلال الثورة التحريرية والمناضل الشرس في قضية والده الذي اغتالته السلطات الاستعمارية.
ونعى الناشط السياسي حكيم عداد، صديقه بيار أودان قائلًا: « رحل صديقي، رفيقي، أخي. العالم يفقد شخصية عظيمة، رجل كريم، مناضل، صلب، ناشط يساري لم يضع لسانه في جيبه ».
وفي سبتمبر 2020، منح الرئيس عبد المجيد تبون، الجنسية الجزائرية لابن المقاوم موريس أودان بتوقيعه على مرسوم رئاسي ظهر في الجريدة الرسمية، كاعتراف من الدولة لنضال والده موريس ووالدته جوزات..
وأوضح بيار أودان في تعليقه على منحه الجنسية الجزائرية، قائلا: « من الغريب قليلاً أن أقول إنني مجنس لأنني بالفعل جزائري من خلال والدتي التي حصلت على الجنسية الجزائرية بعد مرسوم تم التوقيع عليه 4 جويلية 1963 « .
وذكر أنه يأمل في فتح قضية اختفاء والده خلال الثورة الجزائرية، مشيرًا إلى أن « السلطات الجزائرية ستقوم بالتفتيش في أماكن معينة حيث يمكن العثور على رفات والدي ».
وعرف عن بيار أودان، مساندته لمسيرات الحراك الشعبي، ولمعتقلي الرأي في الجزائر، اين شارك في عدة لقاءات وندوات تطالب السلطات بوقف اعتقالهم واطلاق سراحهم، والتي كانت أخرها مشاركته في كملة المطالبة بإطلاق سراح الصحفي السجين، إحسان القاضي.
ويعتبر والده موريس، أبرز المناضلين من أجل استقلال الجزائر، ما دفع السلطات الفرنسية لاغتياله من أجل إسكات صوته والتستر على هذا الفعل الشنيع.
ولم تعترف فرنسا بمسؤوليتها في اغتيال موريس أودان، إلا قبل 3 سنوات، إذ توجّه الرئيس ماكرون إلى أرملة موريس أودان، بتاريخ 13 سبتمبر 2018، برسالة اعتذار رسمية باسم الدولة الفرنسية.
وأكد ماكرون للمرّة الأولى مسؤولية فرنسا عن »خطف موريس أودان واحتجازه وتعذيبه وتصفيته، خارج أيّ أطر قانونية، وفي شكل مخلٍ بقيم الجمهورية وأخلاقيات الحرب ».