بعد شبه فشل مبادرة بن قرينة: أي مصير لمبادرة الأفافاس - Radio M

Radio M

بعد شبه فشل مبادرة بن قرينة: أي مصير لمبادرة الأفافاس

Radio M | 04/10/23 14:10

بعد شبه فشل مبادرة بن قرينة: أي مصير لمبادرة الأفافاس


من المقرر أن يستقبل حزب جبهة القوى الاشتراكية قيادتي الأفالان والأرسيدي في الأيام القادمة، حسبما علمته « راديو آم »، ضمن اللقاءات التي يجريها مع الأحزاب السياسية بحثا عن « أرضية توافق » تعرض على « الرئيس عبد المجيد تبون » كما أخبر بذلك قيادة حزب العمال. أو تعرض هذه الأرضية على « السلطات صاحبة القرار بغض النظر عن المؤسسات التي تمثلها » كما يطرحها حزب العمال
تحرك قيادة الأفافاس يتزامن مع استمرار حملة الاعتقالات السياسية، وامتدت هذه المرة لفئة غير معنية في السابق، تتمثل في قياديين في الفيس والجماعات الارهابية الذين انخرطوا في ميثاق المصالحة الوطنية والوئام المدني سابقا
وجاءت هذه الاعتقالات بعد سلسلة من التحركات قامت بها هذه الفئة بغية إعادة تفعيل مسعى تسوية الملفات العالقة منذ فترة التسعينات، سواء بالنسبة للذين يقبعون في السجون أو المقيمين في الخارج ولم تسو بعد وضعيتهم
وآخر الأصداء تفيد بأن عدد كبير من المتواجدين في الخارج تمكنوا من الدخول إلى أرض الوطن في المدة الأخيرة. لكن الوجوه المعروفة، مثل أنور هدام، تحصلوا على وعود بالسماح لهم بالدخول في مناسبات عديدة، وفي كل مرة كانت هذه الوعود تتبخر. وهو ما جعل أنور هدام يتوجه مباشرة إلى الرئيس عبد المجيد تبون، لتولي الملف بنفسه. وفي المقابل، يعد أنور هدام بالمساهمة في إضفاء الشرعية على أي مسعى سياسي يقوم به تبون. ولم يفصح أنور هدام عن الخدمات التي يعرضها على الرئيس عبد المجيد تبون بالضبط، ما يترك الانطباع أنه يعرض مساندته لعهدة ثانية نظير تمكينه من العودة إلى أرض الوطن وإلى ممارسة النشاط السياسي
قد تكون تحركات قدماء الفيس و »الآياس » موازية أو متقاطعة مع المبادرة التي يقودها زعيم حزب البناء، عبد القادر بن قرينة. لكن هذه المبادرة بدورها تواجه صعوبات، بعدما رفض الأفافاس الانخراط فيها وفضل إطلاق مبادرة أخرى. وما يبرز فشل مبادرة بن قرينة أكثر هو اللقاء الذي جمع قيادة الأفافاس بنظيرتها من حمس، بينما الحزب الذي خرج منه بن قرينة لم يلب دعوة المشاركة في اللقاء التأسيسي لما سمي بمبادرة التلاحم الوطني
هناك مؤشر آخر يوحي أن مبادرة بن قرينة قد اصطدمت بجدار الرفض من أجنحة كثيرة لها تمثيل في الساحة السياسية. فالحليف الرئيسي لبن قرينة في مبادرته، هو أمين عام الأفالان، أبو الفضل بعجي. وهذا الأخير يواجه معارضة شديدة داخل حزبه على مقربة موعد مؤتمره الذي حصل أخيرا على الضوء الأخضر لعقده بتاريخ 29 أكتوبر الجاري. وآخر تعبير عن المعارضة التي يواجهها بعجي جاءت من الكتلة البرلمانية للأفالان في مجلس الأمة. حيث أعلنت عن مقاطعة المؤتمر، ما لم يسمح بمشاركة المقصيين. ومن بينهم نواب برلمانيين، علما أن رئيس مجلس الأمة والرجل الثاني في الجولة، صالح قوجيل، هو عضو في الأفالان ولم يطبق قرارات إقصاء سيناتورات الحزب الذين طلب بعجي إقصاءهم من كتلته في مجلس الأمة
كل المساعي لإعادة رسم الخارطة السياسية على مقاس الجزائر الجديدة فشلت لحد الساعة. وبقي معرفة وجهة مبادرة الأفافاس ومصيرها، سواء من جهة القاعدة الشعبية أو من جهة السلطة
محمد. أ