بعد أزمة دبلوماسية... بوادر انفراج في العلاقات بين الجزائر والمغرب - Radio M

Radio M

بعد أزمة دبلوماسية… بوادر انفراج في العلاقات بين الجزائر والمغرب

Radio M | 08/07/20 17:07

بعد أزمة دبلوماسية… بوادر انفراج في العلاقات بين الجزائر والمغرب

عَيّن العاهل المغربي، محمد السادس، محمد آيت وعلي، سفيراً جديدا للمغرب في الجزائر، مباشرة بعد تصريح أدلى به الرئيس عبد المجيد تبون، على قناة « فرانس 24″، قال فيه إن الجزائر منفتحة على أي مبادرة لتجاوز الأزمة مع الجارة المغرب.

ومؤخراً، شهدت العلاقات الجزائرية المغربية توتراً وملاسنات عن طريق وكالتي أنباء البلدين، في أعقاب تصريح مُثير للقنصل المغربي في مدينة وهران، وصفَ فيه الجزائر بالبلد « العدو »، وهو ما اعترضت عليه الجزائر بشدة، وانتهى بترحيله إلى الرباط في عز أزمة كورونا.

وارتفع منسوب التوتر، أواخر شهر ماي الماضي، بإعلان رئيس الوزراء المغربي، سعد الدين العثماني، سعي بلاده لإنشاء قاعدة عسكرية بالقرب من الحدود الجزائرية، قبل أن يكشف الجيش المغربي أن الثكنة العسكرية على مساحة 23 هكتار، ستخصص لـ « إيواء الجنود فقط » ولا تحمل مواصفات القاعدة العسكرية، وفق ما نقلته وسائل إعلام مغربية

وبعد شهر، نقلت وسائل إعلام جزائرية، منها قناة « الشروق » الخاصة، على لسان مصادر وصفتها بـالموثوقة، عزم الجزائر تشييد قاعدة عسكرية على الحدود الغربية مع المغرب، غير أن السلطات لم تصدر أي تعليق رسمي لحد الآن

وسُئل الرئيس عبد المجيد تبون في حواره الأخير مع قناة « فرانس 24″ عن معلومات متداولة بشأن قرار بلاده بإنشاء قاعدتين عسكريتين على الحدود مع المغرب رداً على مشروع مماثل من الرباط، فقال : »لا أؤكد ولا أنفي ذلك ».

وتابع « ليس لدينا (الجزائر) أي مشكل مع إخوتنا المغاربة، ويبدو أنهم هم من لديهم مشكلة معنا وإذا كانت هناك مبادرة من الإخوة المغاربة لتجاوز التوتر، سنرحب بها بالتأكيد، وأظن أنهم يمكنهم إطلاق هذه المبادرة لإنهاء هذه المشاكل ».

وعن مستقبل العلاقات، أوضح تبون: « لحد الآن التوتر ما زال لفظياً، ونرى أن الأشقاء المغاربة مروا إلى مرحلة أخرى، ونتمنى أن تتوقف الأمور عند هذا الحد (..) صوت العقل كان دائماً الأعلى في علاقات البلدين »، وهو ما قرأه مراقبون على أنه دعوة للتهدئة.

تجاوز الخلافات والحساسيات

في السياق يرى البرفسور محمد رواجعية، أستاذ علم الاجتماع السياسي، أن « تصريح الرئيس تبون  في القناة الفرنسية بخصوص العلاقات الجزائرية المغربية تعكس إرادة الجزائر الرسمية في تحسين علاقة الجوار وتجاوز الخلافات بين البلدين من خلال  الحوار  والتفاهم المتبادل »، معتبراً إياها « علامة تخفيف التوتر والعودة إلى علاقات طبيعية بين البلدين ».

وأوضح رواجعية في حديث مع « راديو أم بوست » : »من الجانب المغربي يبدو بأن مبادرة العاهل المغربي التي أسفرت عن إرسال  سفير جديد  إلى  الجزائر هي رد إيجابي على مبادرة الرئيس  تبون. يبدو أن حكمة رئيسي  الدولتين  سادت علي الجانب العاطفي والانفعالي، لقد أدركوا أن  التعايش  والتضامن أفضل  من المواجهة العدائية  والخطيرة ».

لكن كيف؟

في ردّه على سؤال حول ماهي الخطوات التي من شأنها أن تعيد العلاقات إلى طبيعتها أورد رواجعية « الحكمة والمصالح المتبادلة للبلدين هي التي بجب أن تتحكم أو تفرض العودة إلى علاقات طبيعية ».

وأبرز « هناك مصير مشترك يربط بصورة حتمية الجزائري والمغربي، التاريخ والجغرافيا والثقافة والدين والنضال المشترك ضد الاستعمار الفرنسي خصوصاً والغربي عموماً. لابد أن لا ننسى أن العاملان الاقتصادي والانساني يلعبان أدوار رئيسية في تعزيز تطور البلدين في مجالات عدة ».

ومن بين الخطوات الأخرى التي يجب اتخاذها – بحسب محدثنا- هي تجاوز الحساسيات والخلفيات السياسية التقليدية، ينبغي معالجة الخلافات العالقة بين البلدين بطريقة الحوار المستمر والصريح والعقلاني وذلك لتجنب الازمات أو الاصطدام الذي لا يخدم مصالح الأمتين ».