تُوصف منظمة الجامعة العربية كأقدم منظمة إقليمية في العالم، حيث نشأت مباشرة بعد الحرب العالمية الثانية، وتم عقد عشرات الدوارت في عدة دول عربية منذ عام 1945، أفرزت مئات القرارات وبقي بعضها حبرا على ورق
وتمحورت جل القمَم العربية، حول علاقة الدول العربية بالاحتلال الاسرائيلي لفلسطين. فدعت أول قمة عربية في شهر ماي من عام 1946 في انشاص بمدينة الاسكندرية المصرية، دعا إليها الملك فاروق و إلى « وقف الهجرة اليهودية » و »تحقيق استقلال فلسطين، وتشكيل حكومة تضمن حقوق جميع سكانها الشرعيين، بدون تفريق بين عنصر ومذهب.
– وعقدت أول قمة عربية عادية بعدها، في يناير 1964 في القاهرة بمصر، بدعوة من الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر للبحث في مشروع إسرائيل تحويل مياه نهر الأردن.
ورحبت قمة سبتمبر 1964 في الإسكندرية بمصر، بإنشاء منظمة التحرير الفلسطينية واعتمدتها « ممثلة للشعب الفلسطيني و مسؤولة على العمل لقضية فلسطين »
– ووافق القادة العرب خلال قمة سبتمبر 1965 في الدار البيضاء بالمغرب، على طلب منظمة التحرير الفلسطينية إنشاء مجلس وطني فلسطيني ووقعوا ميثاق التضامن العربي.
– وإنعقدت قمة أوت- سبتمبر 1967 في الخرطوم بالسودان، سميت قمة « اللاءات الثلاث »، بعد « نكسة » جوان 1967 وتبنت شعار: لا صلح، ولا مفاوضات، ولا اعتراف بإسرائيل.
– كما لم تكتمل قمة ديسمبر 1969 في الرباط بالمغرب، ولم تصدر بيانا ختاميا، وكان هدفها وضع إستراتيجية موحدة لمواجهة إسرائيل.
– وفي قمة الجزائر شهر نوفمبر 1973، أكدت القمة التي عقدت بطلب من سوريا ومصر بعد حرب أكتوبر، على ضرورة التحرير الكامل لكل الأراضي التي احتلتها إسرائيل في 1967. وقررت « الاستمرار في استخدام النفط سلاحا في المعركة ».
– وبعد عام واحد انعقدت قمة أخرى في الرباط بالمغرب: اعتمد القادة العرب منظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا وحيدا للشعب الفلسطيني.
وبالعاصمة العراقية بغداد، شهر نوفمبر 1978، رفضت القمة التي عقدت بغياب مصر اتفاقيتي كامب ديفيد، معتبرة إياهما « تمسان حقوق الشعب الفلسطيني والأمة العربية ». وأكدت التمسك بتطبيق قرارات المقاطعة العربية لإسرائيل، وقررت نقل مقر الجامعة العربية من القاهرة إلى تونس.
– وفي السنة الموالية، في شهر نوفمبر 1979 انعقدت في تونس، قمة عربية قررت تطبيق أحكام المقاطعة إسرائيل ودعم المقاومة الفلسطينية.
ليتقدم ولي العهد السعودي الامير فهد بن عبدالعزيز، في قمة نوفمبر 1981 بمدينة فاس بالمغرب، بمبادرة سلام تنص ضمنيا على الاعتراف بإسرائيل
– وفي جوان 1988 في الجزائر، عقدت قمة استثنائية أكدت دعم الانتفاضة الفلسطينية التي اندلعت في ديسمبر 1987 وطالبت بعقد مؤتمر دولي حول الشرق الأوسط بمشاركة منظمة التحرير الفلسطينية، ثم بعدها في شهر ماي 1989 في الدار البيضاء، انعقدت قمة استثنائية شهدت عودة مصر إلى الجامعة العربية. وهي القمة التي عبرت عن دعم الدولة الفلسطينية التي أعلنها ياسر عرفات في ختام المجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر في عام 1988 والعمل على توسيع الاعتراف بها.
– وفي بغداد انعقدت قمة استثنائية في شهر ماي 1990، أدانت تكثيف الهجرة اليهودية إلى إسرائيل وعبرت عن تضامنها مع العراق في وجه التهديدات والحملات الإعلامية الموجهة ضده.
وبعدها عقدت قمة اسثنائية بعد ستة سنوات، انعقدت في القاهرة، في ظل وصول اليمين بقيادة بنيامين نتانياهو إلى السلطة في إسرائيل .
ثم جاءت قمة أكتوبر 2000 في القاهرة الاستثنائية للمرة الثانية، سميت « مؤتمر الأقصى » بعد شهر من اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية، وتقرر أنشاء صندوق لدعم الانتفاضة يحمل اسم « صندوق انتفاضة القدس »، وآخر لحماية المسجد الأقصى (صندوق الأقصى).
وكانت قمة مارس 2001 في عمان العادية، الأولى منذ عشر سنوات والـ13 منذ 1964، اين تقرَّر العمل على تفعيل المقاطعة العربية لإسرائيل والحد من التغلغل الإسرائيلي في العالم العربي.
وأقرت قمة مارس 2002 في بيروت، مبادرة السلام، اقترحها ولي العهد السعودي حينذاك الأمير عبد الله بن العزيز، التي تعرض على إسرائيل انسحابا كاملا من الأراضي التي احتلتها في 1967 مقابل سلام شامل وتطبيع العلاقات مع الدول الأعضاء في الجامعة.
لتحتضن تونس قمة ماي 2004، أقر فيها القادة العرب تعهدا « تاريخيا » بإطلاق إصلاحات. كما أكدوا أهمية المبادرة العربية وخارطة الطريق التي وضعتها اللجنة الرباعية حول الشرق الأوسط، وأدانت الجدار الفاصل في الضفة الغربية وأكدت رفض توطين الفلسطينيين.
وبعد سنة احتصنت الجزائر، قمة مارس 2005، أين أصدرت « إعلان الجزائر » الذي شدَّد فيه العرب على ضرورة تفعيل مبادرة السلام العربية التي رفضتها إسرائيل في اليوم نفسه.
وتبنت قمة مارس 2006 في الخرطوم، بيانا لجعل الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل ورفضت خطة رئيس وزراء إسرائيل ايهود اولمرت رسم الحدود مع الأراضي الفلسطينية من جانب واحد. كما عبَّرت عن دعمها للسودان في قضية دارفور وقدمت دعما ماليا لقوات الاتحاد الإفريقي في دارفور.
،لتُقر قمة مارس 2007 في الرياض، مجددا تفعيل مبادرة السلام العربية بعد خمس سنوات من أطلاقها، ودعت إسرائيل إلى القبول بها، وأكدت دعمها لحكومة الوحدة الفلسطينية التي شكلت قبل أيام بمشاركة فتح وحماس.
،وأختتم القادة العرب قمة مارس 2017 في الأردن، ببيان أبدوا فيه استعدادهم لتحقيق مصالحة تاريخية مع إسرائيل مقابل انسحابها من الأراضي التي احتلتها في حرب عام 1967، وطالبوا دول العالم عدم نقل سفاراتها إلى القدس أو الاعتراف بها عاصمة لإسرائيل.
وفي أبريل 2018 في الظهران بالسعودية، عقدت قمة عربية سميت بـ »قمة القدس » وأعلن بيانها الختامي رفض كل الخطوات الإسرائيلية الأحادية الجانب التي تغير الحقائق وتقوض حل الدولتين، وبطلان وعدم شرعية الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وفي مارس 2019 بتونس، أعلن البيان الختامي للقمة، عن رفض القرار الأمريكي الأخير حول سيادة إسرائيل على الجولان، مطالبين بإنهاء مبدأ الأرض مقابل السلام. كما رفضت التدخلات الإيرانية في الشؤون العربية.
على أن تعقد في الجزائر قمة عربية جديدة، حول « لَّم الشَمل العَربي »، ودعم جهود المصالحة الفلسطينية، وإقرار حل الدولتين، بعدما ارتمى العرب بعد كل تلك السنوات والقمم والمؤتمرات والاجتماعات والمفاوضات، في حضنإ إسرائيل التي تحولت من « عدو » إلى حليف استراتجي، في الشرق الأوسط والمنطقة المغاربية، من بوابة المملكة المغربية.
سعيد بودور