أكدت محاكمات رموز « نظام بوتفليقة »، المفتوحة على مستوى القضاء منذ قرابة العام، في كل مرة، حجم الفساد المالي والسياسي وحتى الأخلاقي، على مدار 20 سنة من الحكم.
وفي آخر التطورات، كشفت محاكمة الإخوة الثلاثة كونيناف (رضا وعبد القادر كريم و طارق)الذين تم إيداعهم يوم 24 أبريل 2019 الحبس المؤقت، بعدة تهم تتعلق بـ »استغلال النفوذ » و « تبييض الاموال » و »الاستفادة من امتيازات غير مستحقة » و « تحويل عقارات و امتيازات » و »عدم الوفاء بالالتزامات التعاقدية عند انجاز مشاريع عمومية »، عن أرقام خيالية.
واستطاع الإخوة كونيناف، تحصيل أرباح بقيمة تفوق 14.000 مليار سنتيم، في الفترة الممتدة من 1998- 2018 من خلال فروع مجمع « كو.جي.سي » الذي بدأ نشاطه منذ 1971.
وبالرغم من هذا المبلغ المالي الكبير المحصل، إلا أن الإخوة كونيناف، نفوا من جميع التهم المنسوبة إليهم، مؤكدين أن « جميع الصفقات تم الحصول عليها في إطار قانوني وإثر مناقصات ومع احترام الشروط المنصوص عليها في دفاتر الشروط ».
وتنصل « إخوة الثراء الفاحش »، من أي علاقة تربطهم مع سعيد بوتفليقة، الأخ والمستشار الشخصي للرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، من أجل الحصول على صفقات ومزايا أخرى، أكد المتهمون « أنهم لم يستعملوا علاقاتهم الودية » مع هؤلاء المسؤولين للحصول على امتيازات أو غيرها في تسيير مجمع كو.جي.سي وفروعه.
وفي تناقض صارخ، اعترفوا أنهم خصّصوا مبلغ 4 مليار سنتيم لتمويل الحملة الانتخابية للعهدة الرئاسية الرابعة لعبد العزيز بوتفليقة، ولكن نفوا سحب هذا المبلغ من الصندوق الوطني للاستثمار، مؤكدين أن « هذه الأموال كانت من قرض داخلي داخل المجمع ».
وستتواصل أطوار المحاكمة اليوم الخميس، التي تخص أيضا 10 متهمين آخرين غير محبوسين، منهم إطارات في وزارات الصناعة والفلاحة والري والطاقة والاتصالات السلكية واللاسلكية إضافة إلى قطاعات اخرى استفاد فيها مجمع كو.جي.سي من صفقات.